هغه سړی چې نشي حرکت کېدی

هیتایروس d. 1450 AH
20

هغه سړی چې نشي حرکت کېدی

الرجل الذي لا يمكن تحريكه

ژانرونه

كان بدوره يشاركني ببعض من الدموع، ينخفض ليقبل بطني، الحاجز الوحيد بيني وبين طفلته، وهو يقول: لن أتركك حتى في أحلامي.

وفي إحدى الأيام وبينما أنا جالسة قرب موقد النار الطيني، أتحدث في هدوء إلى الطفلة بأحشائي وأنا أمشط شعري، دخل زوجي الحبيب، اقترب مني، جلس وتحسس وجهي وكأنه سيفعل ذلك للمرة الأخيرة، قبلني بشدة وكأنه لم يقبلني قط، تحدث إلى بطني كالعادة، كان سعيدا بطريقة مخيفة، أخرج كيسا من النقود وقدمه لي، وهو يمسك بيدي بشدة وقال: حياتي، لقد وجدت عملا، إنه عرض جيد لي، سيكفيك هذا كل الشتاء، وحينما أعود سنغادر هذه القرية إلى الأبد، سأعمل بالمدينة لقد وعدوني بمال كثير، سأفتح دكاني الخاص هناك، وسننسى هذه القرية المشئومة، وإلى الأبد.

تملكتني لحظتها رهبة قوية، حتى إن طفلتي حركت قدمها بأحشائي لسماعنا كلمات والدها وقلت: لا تذهب، أرجوك، لا تتركني، لا أعرف ما سيحل بي هنا، سيأكلونني حية، ماذا عن ابنتك؟

لكنه كان مقنعا جدا، أقنعني بأهدافه، أخبرني أنه على ابنتنا أن تتعلم، وأن العمل الذي سيقوم به سيتكفل بضمان مستقبل الصغيرة، ثم وعدني بأنه سيعود. تقدم مرة أخرى وقبلني بشدة، تمنيت لو أنه لا يترك شفتي، التصقت به، ضحك وقال: سأعود، أنا أعدك حياتي. سأعود، أحبك. - لا تذهب (أمسكته مرة أخرى إلي). - أحبك (قبلني قبلته الأخيرة)، سأعود.

واشتقت إليه قبل أن يغادر حتى، أحسست بوجع يمزقني، ترك شفتي وغادر المنزل، أخبرني حدسي أن مغادرته للمنزل لعنة علي وعلى ابنتي، لعنة سترافقني مدى الحياة، أنه ما كان يجب أن أسمح له أن يغادر، أنه ما كان يجب أن أثق، أو أن أنتظر عودته، لأنه فقط زوجي الحبيب، هو لم يكن القدر، كان مجرد عامل يجوب الأرض بحثا عن وردة يقدمها لي ليلا، كان حدسي في محله، مر الشتاء وولدت ابنتي الحبيبة، لم يعد والدها قط. اختفى من الوجود، حتى إن رائحة ثيابه اختفت، لطول ما أبقيتها إلى جانبي، أحضنها كل ليلة، أشتم ما تبقى فيها من الذكريات، وساءت أموري مجددا بعد تلك الأيام، فقد تقدم والدي بخطبتي إلى أحد الشبان من القرية، وقد اشترط الشاب وكان ابن شيخ من شيوخ القرية، اشترط ألا تعيش ابنتي معي، ووالدي ما كان ليهتم بشيء من ذلك، لم تهمه حفيدته، فقد كان يذكرني مرارا بقوله: تلك ليست بابنتك، تلك ابنة الشيطان، ولا يجوز لك الاحتفاظ بها، الشيطان الذي ذهب وتركك.

ثم أخذها مني، لم يحتفظ بها بل أخفاها في مكان ما في هذا العالم وهكذا، كان القدر قد سلبني حتى بصمة زوجي علي، لم يترك لي شيئا سوى الزمن لأنساه، وما نسيته، نسيت كل شيء، نسيت الليالي التي كان يلامسني فيها زوجي الثاني دون أن أتفاعل معه، كنت أقدم له جسدي وأطير بروحي بعيدا بحثا عن حبيبي، نسيت أنه توفي في إحدى المعارك، ونسيت أن والدي زوجني مرة أخرى بشيخ يكبرني بأربعين سنة، وقد نسيت وفاة ذلك الشيخ بسكتة قلبية وهو يجامعني في فراش بيته الغريب، نسيت أنني تزوجت للمرة الرابعة من رجل آخر أحبني بشدة، زوج ذكرني بعد سنوات بزوجي الأول، ومع مرور الوقت أحببته ونسيت كيف أحبه حتى، لكنني أحببته، بلون آخر من الحب، ربما أشفقت عليه، كانت حياتي مجرد نحس، تابعتني تلك اللعنة ما تبقى من حياتي، ولم يبق إلى جانبي رجل قط، تزوجت أربع مرات وأتممت حياتي وحيدة، حتى ذلك الزوج الرابع الذي أحبني كان قدره الذهاب، فيوم ضربني فيه، أقسم والدي ألا يبقى هذا الزوج إلى جانبي، التف حوله رجال القرية وأخبروه أنه لا يجب أن يطلقنا، فقط لأن زوجي ضربني، حتى إن بعضهم انخفض ليقبل قدميه فقط ليتراجع عن قراره، أخبروه أنه من العادي أن يضرب الرجل زوجته، حتى إن أحد الشبان قال: يا شيخنا ألم تضرب امرأتك قط؟ (استهجن الشيوخ تدخل الشاب) كان والدي قد أسقط أسنان ذلك الشاب، وأقسم قسما جعل كل الرجال يتراجعون عن المطالبة بإيقاف قراره وقال: إن لم يطلقها، فإنني سأسجد لله غربا (وأشار بعصاه إلى الغرب). وتنازل الرجال والشيوخ عن المطالبة، وأخبروه أنهم لن يسمحوا بشيء يجعل شيخ القرية يكفر وقالوا: الفتاة ستكبر وستتزوج مجددا (تعالت الأصوات موافقة على القول)، وابننا سيتعلم كيف يعامل النساء وسيتزوج أو يتجه إلى الجبال لحمل السلاح، لكن الأجدر أن يحافظ شيخ القرية على إسلامه.

كانت تلك لعنة زوجي الأول، لعنة حبيبي، وقد رأى والدي أنني بلغت سنا لم يعد فيها تزويجي من رجل آخر يهم، وقد سمعت والدتي تخبره: لا تزوجها، تلك الفتاة لعنة، وكلما اقترب منها رجل يختفي أو يموت، ولا أرى رجلا يود مشاركتها شيئا، إنها لعنة، دعها تساعدك في أمور الدكان، دعها تخدمك، أنت قد كبرت على هذه الأمور، ومحمد أخذته شهامتك وعزتك فمات بعيدا عنك، لقد كان ذلك قدرها من البداية. وأمضيت ما تبقى من الأيام أبكي وحيدة في بيتي البسيط، أبكي زوجي الحبيب، كان قد مضى على زواجي الأول خمس عشرة سنة، تمكنت فيها من قتل تلك الفتاة، تمكنت من قتل تلك الأنثى بداخلي ونسيت ... نسيت الحياة.

القسم الرابع

أغلقت تلك المدونة والتفتت إلى ابنتي، كانت نائمة، لقد تعلمت ابنتي عن تلك العربية لغتها، وتعلمت لونا من ألوان الشقاء، عرفت أيضا معنى أن يكون الإنسان سعيدا، كانت أحكم مني في أمور البشر وكنت أحكم منها في أمور ما فوق ذلك، هي فهمت ألعاب القدر الغريبة، لكنها لم تكره القدر، ولسبب ما، لم تكره الوجود. كان يجب أن أنقذ تلك العجوز العربية، لكنني الآن علمت أنني أنقذتها بعدم إنقاذها، فهي كانت تفضل الموت على إمضاء دقيقة أخرى على هذا الكوكب، ما كان بإمكاني إتمام تلك القصة، وتساءلت مرارا كيف لها أن تقبل بكل ذلك؟ كيف لها أن ترضى أن تعيش تلك الحياة؟ والأهم، كيف لها ألا تتمرد على تلك السلطة العليا؟ ثم تذكرت شيئا، أنا أهتم الآن، وبعد أن قرأت قصتها، قبل مدة، حينما كنت أجلس إلى جانب المشرد، لم يكن يهمني أمرها، كنت أود إنقاذها فقط، كانت وسيلة لإغاظة القدر فقط، أن أظهر له أنني قادر على إيقاف ألعابه، لم تهمني كإنسان، على خلاف ابنتي التي اهتمت لها، وها هي كتبت قصتها كلها، كنت أجهل هذه القصة، مثلما أجهل قصص كل هؤلاء الركاب، ومن المؤكد أن بعضا منهم هنا يحاربون من أجل شيء ما، مثلما أفعل أنا، أو أنهم يعانون من شيء ما مثلما عانت تلك العربية، وترسب بعقلي فكر جديد: «إن جهلنا لحقائق الأمور لهو حجة عظيمة لتلك الهيئة العليا في استعبادنا، وما كان يجب أن نتمرد لأننا نجهل الكثير، جهلنا للبشر هو ما جعلنا عبادا لما فوق البشر.»

توقف الباص ونزلت رفقة ابنتي لنتوجه إلى المنزل، كان أقرب بكثير، فما علينا سوى السير خمسة عشر مترا مرورا بالمقهى الذي جلست به صباحا، ركضت ابنتي إلى المنزل، لم تكن تود أن تحدثني أو أن تسير إلى جانبي، أو ربما هي فكرت أنها يجب أن تلج غرفتها وتغلق على نفسها، وتدعي أنها نائمة، حتى لا أزعجها، وهكذا تنقذ نفسها من مجالستي لها ومن الإزعاج الذي أحيطها به. تقدمت في خطوات وأنا أراقب تلك المدونة الزرقاء، والتفت بعد ذلك ومن دون وعي إلى المقهى، كان فارغا هذا المساء إلا من ذلك المشرد، الذي يجلس هناك وحيدا، يراقب تلك الكأس الفارغة، كان يستند إلى الكرسي وعلى الأرجح هو دفع مالا ليجلس هناك كل هذه المدة. بعد تفكير وددت أن أتقدم نحوه، كان شيء ما يدفعني إليه، وتذكرت لحظتها زوجتي، تذكرتها للمرة الثانية، تذكرت تلك الرسالة التي طلبت فيها المال مني، وقد خطتها لي بكلمات غريبة عنها، أحسست عبر كلماتها أنها أوقدت تلك النار مجددا؛ النار التي انطفأت بداخلها لما تزوجنا، لقد عادت إليها تلك الفتاة التي أحببتها، لم أكن أعلم أن محرك الطائرة سيعيد حياتها، أنه سيحرك الفتاة بداخلها، أنه سيشعل النار الجليلة، وقد ذكرت في رسالتها أن المال الذي طلبته مني، سيغيرني كثيرا، على الأقل في يوم من الأيام، أنه سيجعلني أكتشف الذات بداخلي، لقد كتبت لي أيضا أن بداخلي قدر يجب أن أحاربه، وأن أتخلى عن محاربة قدر الناس، أن بي رجلا لا يمكن لأحد أن يحركه، أن القدر الذي أعرفه لا يغير الرجل الذي يستقر ثابتا بداخلي، ليس لأنه لا يقدر على ذلك، بل لأنه يود أن أفعل بنفسي ذلك، أن أختار ذلك التغيير، القدر يغير البشر الذين يؤمنون به، أنا لا أومن، لذا لن يهتم لي، هو يفضل من يتقرب إليه، أما أنا فمجرد حجرة أخرى بوادي الملوك، أو فراشة على جذع شجرة بغابة في أستراليا، فكيف له أن يهتم ببشري لديه بداخله رجل لا يمكن تحريكه؟ وفكرت بكلامها لوهلة. «هل حقا سأقتل يوما ما الرجل الذي بداخلي؟ هل سأقتل ما أحب؟ هل سأتغير؟»

ناپیژندل شوی مخ