رحمان او شیطان
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
ژانرونه
على هذه الصورة ينتهي أكثر أسفار الفكر المنحول راديكالية. وفي اعتقادنا، إن راديكالية هذا النص ومدى تناقضه مع الأيديولوجيا التوراتية، تجعل من تسميته بنص توراتي منحول تسمية اصطلاحية لا تتطابق مع مضمونه وطابعه الشمولي العالمي. فلقد انطلق الكاتب من مناخ توراتي ليضع خطوطا عامة لأيديولوجيا جنينية غير توراتية، سوف يكون لها أبعد الأثر على تطور الفكر الديني اللاحق. ولعل بعض نقاط الاختلاف التي نوردها فيما يأتي تبرر مقولتنا هذه: (1)
لا يدعى الإله هنا بإله إسرائيل لأنه إله شمولي عالمي. (2)
لا يوجد ذكر للشعب المختار ولا لإسقاطات مستقبلية على تاريخ بني إسرائيل. (3)
لا يؤكد الرب في وصاياه لأخنوخ على الشريعة، بل على السلوك الأخلاقي القويم. وفي الحقيقة فإن مفهوم الشريعة غائب تماما عن ذهن مؤلف النص. (4)
جميع أرواح البشر معدة للخلاص وللأبدية قبل خلق العالم. (5)
خلق الإنسان حرا ، وبين له الخالق منذ البداية طريق الخير وطريق الشر. كما أن عصيان الملاك الرئيس وبطانته يدل على أن الملائكة قد خلقت حرة من البداية أيضا. (6)
لا ينبع شر الإنسان من رغبته في إتيان الشر، بل من جهله؛ ولهذا لم يلعن الرب الإنسان ولا الأرض مثلما لعنهما في سفر التكوين، بل لعن الجهل وأعمال الإنسان الشريرة، ثم بارك جميع مخلوقاته. (7)
لا يؤسس يوم الدينونة لملكوت الرب على الأرض ولا لدولة إسرائيل الأبدية، بل هو يوم حساب لجميع بني البشر. (4) كتاب حياة آدم عندما امتنع إبليس عن السجود
كتاب «حياة آدم وحواء» نص متوفر باللغة اليونانية، إضافة إلى اللاتينية والسلافية. ويرجح الباحثون اعتمادا على الصيغ والتعابير والبنى اللغوية للنص اليوناني، أنه الأقدم بين النصوص المتوفرة بين أيدينا، وأنه ترجمة مباشرة عن نص عبري مفقود يعود تاريخه إلى زمن ما، بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي، بينما تم إنتاج النص اليوناني في زمن ما خلال القرنين الثالث والرابع الميلاديين. يروي هذا النص قصة حياة آدم وحواء بعد خروجهما من الفردوس، ويكتسب القسم الأول منه أهمية خاصة نظرا لتقديمه - لأول مرة في الفكر المنحول - قصة عن سقوط الملاك الرئيس بسبب عصيانه أمر الرب بالسجود لآدم، وهذه ترجمتي لهذا الجزء من النص.
24 «بعد طردهما من الفردوس صنعا لنفسيهما خيمة وجلسا ينوحان مدة سبعة أيام ويبكيان بأسى عظيم. بعد اليوم السابع أخذا يشعران بالجوع فراحا يفتشان حولهما عن شيء يأكلانه ولم يجدا. فقالت حواء لآدم: كم أنا جائعة يا سيدي. هلا ابتعدت وفتشت لنا عما يسد الرمق. ربما يشفق الرب علينا ويعيدنا إلى حيث كنا سابقا، فنهض آدم وراح يجول مدة سبعة أيام في الأرض، ولكنه لم يجد طعاما كالذي تناولاه في الفردوس، فقالت حواء لآدم: سيدي، هلا قتلتني لعل الرب إذا مت يعيدك إلى الفردوس، فأنا السبب في نقمته وغضبه عليك. فأجابها آدم: لا تتفوهي بمثل هذا الكلام لئلا نتلقى مزيدا من لعنات الرب، وكيف لي أن أتخلى عن جزء من لحمي ودمي ؟ من الأفضل لنا أن ننهض ونتابع البحث عن وسيلة للعيش ولا نتخاذل.» «مشى الاثنان مدة تسعة أيام يبحثان عن طعام، ولكنهما لم يجدا طعاما يشبه ما كانا يأكلانه في الفردوس، بل طعاما مما تأكله حيوانات الأرض. فقال آدم لحواء: لقد جعل الرب هذا الطعام نصيبا للحيوانات، بينما كنا نتناول هناك طعام الملائكة. من الأفضل لنا أن نبكي أمام الرب خالقنا ونعلن الندم والتوبة ونستغفر، لعله يسامحنا ويرأف بنا ويزودنا بأسباب الحياة. فقالت حواء: قل لي يا سيدي، ما هو الندم وكيف أستغفر، لكيلا يأتينا عكس مرادنا ويدير الرب وجهه عنا ولا يعير أذنا صاغية لصلاتنا. سيدي كم من الوقت يستغرقه استغفارك؟ فأنا من جلب عليك التعب والمشقة. فقال آدم: لن يكون بمقدورك القيام بما سأقوم به، بل ابذلي قدر استطاعتك. سوف أصوم لمدة أربعين يوما، أما أنت فامضي إلى نهر الدجلة وخذي لك حجرا قفي عليه في وسط الماء واغطسي إلى الرقبة فالبثي مدة سبعة وثلاثين يوما، بينما أغطس أنا في نهر الأردن أربعين. والزمي الصمت لأن شفاهنا التي تنجست بالأكل من الشجرة المحرمة غير جديرة بالتوسل إلى الرب. لعله بعملنا هذا يرحمنا ويرأف بنا.» «مضت حواء إلى نهر الدجلة وفعلت مثلما قال لها آدم، بينما مشى آدم إلى نهر الأردن وأخذ لنفسه حجرا وقف عليه في الماء الذي غمره إلى رقبته، ثم خاطب آدم نهر الأردن قائلا: هلا بكيت معي يا ماء الأردن، وجمعت مخلوقاتك السابحة حولي لتبكي معي، لتندبني لا لتندب نفسها، فأنا الذي أخطأ من دون مخلوقات الأرض، فهبت لفورها مخلوقات النهر وأحاطت بآدم وتوقف تيار الماء عن الجريان.» «بعد ثمانية عشر يوما وهما على هذه الحال، ثارت ثائرة الشيطان فاتخذ شكل ملاك وضاء، وجاء إلى نهر الدجلة بينما كانت حواء تبكي فوقف عندها وتظاهر بمشاركتها البكاء ثم قال: اصعدي من الماء وتوقفي عن البكاء، دعي عنك الحزن والتنهد. ما الذي يقلقك أنت وزوجك؟ لقد سمع الرب دعاءكما وقبل توبتكما، وكل الملائكة تشفعت عنده لكما، ولقد أرسلني لكي أصعدك من الماء وأقدم لك طعام أهل الفردوس مما كنت تطلبينه، فهلمي معي إلى حيث الطعام معد من أجلك. سمعت حواء كلام الشيطان وصدقته، فصعدت من الماء ولكنها سقطت أرضا لدى ملامستها الضفة، فأقامها الشيطان وقادها إلى آدم. فلما رآهما قادمين صرخ وانتحب وناداها قائلا: أين ذهب ندمك واستغفارك؟ وكيف وقعت ثانية تحت غواية عدونا الذي حرمنا مسكننا الفردوسي ومتعنا الروحانية؟ لسماعها نداء آدم انتبهت حواء إلى خديعة الشيطان، فسقطت على وجهها في التراب وتضاعف عويلها ونواحها وصرخت في وجه مرافقها: الويل لك أيها الشيطان، لماذا تهاجمنا دون سبب؟ ما الذي فعلناه حتى تلاحقنا دوما بالمكر والخديعة؟ ...» «فتنهد الشيطان وقال: إن كل عدائي وحسدي بسببك أنت يا آدم، بسببك أنت طردت وحرمت من مجدي في السماء بين الملائكة، بسببك، أنت رميت من الأعالي إلى الأسافل. قال آدم: ما الذي فعلته لك، وفي أي أمر لومك لي؟ لماذا تلاحقنا ولم نسبب لك ضرا ولا أذى؟ فأجاب الشيطان: عن أي شيء تتحدث يا آدم؟ بسببك أنت أخرجت من هنالك، وبعد خلقك أنت أبعدت من حضرة الرب وصحبة الملائكة. فعندما نفخ الرب في أنفك نسمة الحياة وتشكلت هيئتك على صورته، دعانا ميخائيل لكي نسجد لك في حضرة الرب الذي خاطبك بقوله: انظر يا آدم لقد صنعتك على صورتنا وشبهنا. ولقد دعا ميخائيل جمع الملائكة وقال لهم: اسجدوا لصورة الرب حسبما أمر، وكان ميخائيل أول الساجدين ثم دعاني إلى السجود قائلا: اسجد لصورة الرب يهوه. فأجبته: أنا لا أسجد لآدم. وعندما حثني على السجود قلت: لن أسجد لمن هو أدنى مني مرتبة، لقد خلقت قبله وعليه هو أن يسجد لي. ولما سمع الملائكة التابعون لي قولي، رفضوا السجود أيضا. ولكن ميخائيل تابع حثنا وقال: إذا لم تسجدوا سوف يصب الرب جام غضبه عليكم. فقلت له: إذا غضب الرب علي سوف أرفع لنفسي كرسيا فوق نجوم السماء وأصبح ندا للعلي. فلما سمع الرب قولي ثار غضبه علي وأنزلني من مرتبة المجد مع أتباعي، وطردنا من مقرنا الأعلى إلى الأرض، حيث لبثنا في حزن وأسى نندب مجدنا الضائع، وقد آلمنا أن نراك تنعم هنالك بالبركة والسرور، لذا فقد جئت زوجتك بالخديعة وأغويتها فجعلتها سبب فقدانك أفراح النعيم، مثلما فقدت بسببك مجدي العظيم.»
ناپیژندل شوی مخ