رحمان او شیطان
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
ژانرونه
أما لماذا كان بين الملائكة عندما أمرهم ربهم بالسجود لآدم، فإن النص يصمت عن هذه المسألة ولا يذهب أبعد من ذلك:
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا (الكهف: 50).
وعندما حلت عليه لعنة ربه بسبب عجرفته وتكبره وعصيانه، وآذن بهلاك مؤكد ، طلب التأجيل إلى يوم القيامة:
إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين * قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاخرج منها فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (ص: 71-85).
لم يكن عصيان إبليس واتخاذه جانب الشر بالأمر المهم في صيرورة تاريخ العالم وتاريخ الإنسانية. فالشر لا يصدر عن إبليس بقدر ما يصدر عن النفس الإنسانية الواعية والحرة والمسئولة. كما أن نهاية التاريخ مقررة ومقدرة سلفا، وهي جزء لا يتجزأ من خطة الله في الخلق، ولم يكن لمعصية إبليس أو خطيئة الإنسان أي أثر على هذه الخطة. ونحن إذا نظرنا إلى الآيات الكريمة المتعلقة بالخلق والتكوين نجد في معظمها قد ربط الخلق بالنهاية، لأن العالم مخلوق لأجل مسمى:
ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى (الأحقاف: 3).
وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى (لقمان: 29).
وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت (الجاثية: 22). فالعالم مخلوق لأجل الإنسان، وهو المسرح الذي يحقق فيه خياراته عبر صيرورة التاريخ. ورغم أن مسيرة الزمن والتاريخ مرسومة مسبقا في خطوطها العامة، إلا أن ما يجري في هذا التاريخ هو مسئولية الإنسان.
ضمن هذه الخطة المتكاملة التي تجمع الجبرية في صيرورة التاريخ، والحرية في نشاط الإنسان ضمن هذا التاريخ، لا يلعب الشيطان إلا دورا ثانويا، وليس العهد الذي أخذه على نفسه بغواية بني البشر بذي أثر حقيقي على خطة الرحمن. نقرأ في سورة الإسراء:
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا * قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا * قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا * واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا (الإسراء: 61-65). ونقرأ في سورة الأعراف:
ناپیژندل شوی مخ