رحلات فضا
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
ژانرونه
15
وعندما يرى المرء أن إجمالي ميزانية وكالة ناسا في تلك السنوات كانت حوالي 18 مليار دولار، فإن ذلك يبين تركيز الجمهور ووسائل الإعلام على الرحلات المأهولة، وأيضا على الصور التي تلتقط في بعض الأحيان من بعثات الفضاء العلمية، كما لو كان هذا هو كل ما يهم في الفضاء.
أسهم التليفزيون العالمي وصور الأرض من الفضاء، ولا سيما من الأقمار الصناعية في مدار الأرض الجغرافي الثابت و«أبولو»، في ظهور هوية الكوكب.
يتمثل أحد المنتجات الثانوية للاستخدام المكثف لمناطق مدار الأرض المنخفض ومدار الأرض الجغرافي الثابت، في تزايد خطر النفايات الفضائية؛ حيث إنه لكل قمر صناعي عامل، هناك آلاف القطع من النفايات، بالإضافة إلى مراحل الصواريخ المحروقة والمركبات الفضائية الميتة (التي خرجت من الخدمة). إن سلسلة من التصادمات الكارثية، التي يطلق عليها أحيانا متلازمة كيسلر لأن عالم ناسا دونالد جيه كيسلر هو الذي لفت النظر إليها لأول مرة في عام 1978، يمكن أن تجعل بعض المدارات غير قابلة للاستخدام. الجزء العلوي من منطقة المدار الأرضي المنخفض معرض لهذا الخطر بشكل خاص لأن الحطام لا ينزل بسرعة والأقمار الصناعية تدور في جميع الاتجاهات بالقرب من خط الاستواء، مما يؤدي إلى إحداث تأثيرات محتملة بين الأجسام التي تتحرك بسرعة آلاف الأميال في الساعة. وقد تؤدي الهجمات على الأقمار الصناعية بواسطة الصواريخ الأرضية، التي تصل بسهولة إلى الأجسام الموجودة في المدار الأرضي المنخفض، إلى إحداث العملية أو تسريعها - أنتج اختبار صيني مضاد للأقمار الصناعية في عام 2007 ضد إحدى المركبات الفضائية الصينية البائدة سحابة من آلاف الشظايا،
16
كما فعل اصطدام عرضي بين مركبة فضائية نشطة تابعة لشركة «إيريديوم» وقمر صناعي سوفييتي مهجور في عام 2009. إن فقدان المدار الأرضي المنخفض سيكون بمثابة صدمة كبرى لكوكب أصبح يعتمد على الخدمات الفضائية، وقد تكون له آثار بعيدة المدى على كل من الفعالية العسكرية والحياة اليومية.
الخلاصة
كان إنشاء بنية تحتية تدور حول الأرض أحد أعمق التأثيرات المرتبطة برحلات الفضاء؛ فالآن تتشكل الحياة اليومية لمليارات الأشخاص من خلال معلومات الطقس والملاحة والاتصالات عبر الأقمار الصناعية. كما أصبحت السياسات العالمية والمؤسسات العسكرية معتمدة على هذه الأنظمة، بالإضافة إلى الاستخبارات والإنذار المبكر من الفضاء. لقد ظلت أنظمة البنية التحتية باقية حتى بعد انتهاء سباق فضاء الحرب الباردة، الذي كانت ثمرة له في بدايتها؛ لأن فائدتها بررت زيادة الاستثمار الحكومي أو التجاري فيها. والواقع أن البنى التحتية للأقمار الصناعية قد شكلت الثقافات التي نعيش فيها من خلال النشر العالمي للمعلومات والترفيه. وفي تلك الأثناء، أصبح موضوع السفر إلى الفضاء الذي كان يوما ما غريبا، أمرا طبيعيا ومضمنا في الثقافة الشعبية والحياة اليومية.
الفصل الخامس
الثقافة الفلكية: رحلات الفضاء والخيال
ناپیژندل شوی مخ