رحلات فضا
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
ژانرونه
8
أعقب الإنجازات التي حققتها مركبات «لونا» السوفييتية في 1966 سلسلة من النجاحات في كوكب الزهرة. اخترقت «فينيرا 4» بنجاح غلافه الجوي في 1967. وأصبحت «فينيرا 7» في 1970 أول مركبة فضاء تهبط على سطح كوكب آخر وتنقل بيانات منه، بعد أن تمت تقويتها بحيث تتحمل الضغوط الطاحنة للضغط الجوي ودرجات الحرارة الشديدة الارتفاع لسطح كوكب الزهرة. فيما بعد أعادت مركبة الفضاء صورا، على الرغم من عدم استمرار أي مركبات هبوط أكثر من ساعة أو اثنتين بسبب الحرارة الشديدة المحيطة بها من الخارج. وحالف لافوتشكن النجاح في السبعينيات من القرن العشرين في البعثات القمرية؛ إذ رجع بثلاث عينات صغيرة من تربة القمر وتجول بطوافتين على سطحه. من ناحية أخرى، وجد السوفييت كوكب المريخ محبطا؛ إذ فشلت بعثات عديدة للصعود إليه، وفي حين كانت «مارس 3» أول مركبة فضاء تهبط على سطحه، في 1971، فقد توقفت عن العمل تماما بعد هبوطها بعشرين ثانية. ونظرا لأن الولايات المتحدة كانت قد نجحت في الوصول إلى المريخ بمركبة فضاء أكثر تعقيدا، قررت قيادة برنامج الفضاء السوفييتي أن تركز على المنطقة الوحيدة التي حالفها النجاح فيها ، وهي كوكب الزهرة.
9
شكل 3-1: كارل ساجان يقف مع نموذج لمركبات الهبوط «فايكينج» التي قامت عام 1976 بأول عملية هبوط ناجحة على سطح المريخ، وأظهرت أنه لا توجد أشكال حياة يمكن اكتشافها بسهولة هناك. كان ساجان أحد علماء البعثة الرئيسيين، ولكنه كان أيضا أهم مروج لرحلات الفضاء وعلم الفلك والحياة خارج كوكب الأرض بعد عام 1970 (المصدر: ناسا/مختبر الدفع النفاث).
من الجانب الأمريكي، عزز سباق الفضاء ما سمي وقتها «العصر الذهبي لاستكشاف الكواكب» الذي استمر من السبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن العشرين، كانعكاس للاستثمارات التي بذلت في الستينيات، حتى بعد خفض ميزانيات ناسا. أسفر القمر الصناعي «مارينر 9» التابع لمختبر الدفع النفاث، الذي أصبح في عام 1971 أول قمر صناعي يتخذ مدارا حول المريخ ويرسم خريطة عامة له، عن منظر غاية في الإثارة والأهمية علميا، إذ ظهرت براكين عملاقة ووديان وأدلة على ماض سحيق حفرت فيه الفيضانات الغزيرة قنوات عديدة. حقق برنامج «فايكينج» نجاحا فنيا باهرا في صيف 1976 بمركبتين مداريتين تحملان مركبتي هبوط صممت جميعها في مركز لانجلي التابع لوكالة ناسا؛ إذ أدت المركبات الأربع مهامها بنجاح. ركزت مركبتا الهبوط على اكتشاف حياة، ولكن رغم بعض الجدل المثار، اتفق المجتمع العلمي بأسره على عدم اكتشاف أي حياة على سطح المريخ. وما يدعو إلى السخرية أن هذه النتيجة كانت كفيلة بأن تئد اهتمام العامة والعلماء على حد سواء باستكشاف المريخ لجيل كامل.
10
إبان تلك الفترة، وصلت مركبة الفضاء «مارينر 10» إلى عطارد في 1974 من خلال رحلة قامت بها للتحليق بالقرب من كوكب الزهرة - فكانت أول مركبة فضاء تحلق في مسارات «الجاذبية المساعدة». ونجحت «بيونير 10» و«بيونير 11» في الوصول إلى المشتري، بينما نجحت «بيونير 11» في الوصول إلى زحل بمساعدة «المشتري». وكان الإنجاز الأعظم هو ذلك الإنجاز الذي حققه برنامج «فويدجر». وصلت مركبتا فضاء أطلقتا في 1977 إلى هذين الكوكبين بين عامي 1979 و1981؛ من ثم حلقت «فويدجر 2» بالقرب من أورانوس في 1986 ونبتون في 1989. كانت كلتاهما، مثل مركبتا «بيونير»، تسيران بسرعة كبيرة في مسارات للخروج من النظام الشمسي. وفي 2012، اكتشفت «فويدجر 1» نهاية نطاق تأثير الرياح الشمسية وقاست الجسيمات والحقول المغناطيسية بين النجوم. كل هذه المهام كانت إنجازات مذهلة للولايات المتحدة، التي وصلت إلى كل الكواكب الكبرى، فيما عدا بلوتو (الذي اعتبر فيما بعد كوكبا قزما) بحلول نهاية الحرب الباردة. وخلفت كل هذه الرحلات ثروة ضخمة من المعلومات حول الكواكب والأقمار الجليدية الخاصة بالكواكب الغازية العملاقة، الأمر الذي وسع نطاق معرفة أصل النظام الشمسي ونشوئه.
علم الفلك الفضائي
إن فكرة وضع تليسكوب في الفضاء فكرة قديمة، حيث أصبح واضحا في القرن التاسع عشر أن الغلاف الجوي المضطرب للأرض يحد من الرؤية. وقد تخيل العديد من رواد الفضاء الأوائل مثل هذا التليسكوب دائما كمرصد يديره الإنسان في الفضاء. ونظرا إلى حالة التكنولوجيا قبل عام 1950، لم يكن بوسعهم تصور تليسكوب يعمل عن بعد، كما أنهم لم يتوقعوا التأثيرات الثورية على المجال التي ستتأتى من فتح الطيف الكهرومغناطيسي بأكمله، من أشعة جاما العالية الطاقة إلى ترددات الراديو الطويل الموجة.
بدأ علم الفلك الفضائي، على غرار فيزياء الفضاء، بالرحلات التي أرسلت فيها صواريخ «في-2» بعد الحرب. والتقطت إحدى تجارب معمل أبحاث البحرية الأمريكية في أكتوبر 1946 الصور الأولى لطيف الأشعة فوق البنفسجية للشمس بأطوال موجية يحجبها الغلاف الجوي. في خمسينيات القرن العشرين، وبصواريخ تجارب أصغر وأرخص وحمولات قابلة للاسترجاع، قام العلماء باستكشافات مبدئية للشمس والسماء بالأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية. لكن الأدوات كانت صغيرة، وكانت دقة الصورة ضعيفة، ودقة الإشارة منخفضة، لذلك لم يكن بإمكانهم سوى جمع بيانات مسح أولية حول ما ينبعث بتلك الأطوال الموجية.
ناپیژندل شوی مخ