رفع شان الحبشان
رفع شان الحبشان للسيوطي
ژانرونه
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فاختفى في دار عند المروة، وأقام بلال على إسلامه، فدخل يوما الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم، فالتفت فلم ير أحدا، فأتى الأصنام فجعل يبصق عليها، ويقول: خاب وخسر من عبدكن! فطلبته قريش وهرب حتى دخل دار سيده [عبد الله بن جدعان] فاختفى فيها، ونادوا عبد الله بن جدعان فخرج، فقالوا: أصبوت؟! قال: ومثلي يقال له هذا!! فعلي نحر مئة ناقة للات والعزى، قالوا: فإن أسودك صنع كذا وكذا، فدعا به، فقال لأبي جهل وأمية بن خلف: شأنكما به، فهو لكما، فاصنعا به ما أحببتما، فخرجا به إلى البطحاء يبسطانه على رمضائها، ويجعلان رحى على كتفيه، ويقولان: اكفر بمحمد، فيقول: لا، ويوحد الله،
فبينما هما كذلك إذ مر بهما أبو بكر فقال: ما تريدان بهذا الأسود؟، والله ما تبلغان به ثأرا، فقال أمية بن خلف لأصحابه: ألا ألعبنكم بأبي بكر لعبة ما لعبها أحد بأحد؟ ثم تضاحك وقال: هو على دينك يا أبا بكر فاشتره منا، فقال: نعم، فقال: أعطني عبدك نسطاطا -ونسطاس عبد لأبي بكر حداد يؤدي خراجه نصف دينار- فقال أبو بكر: إن فعلت تفعل؟ فقال: نعم، قال: قد فعلت، فتضاحك وقال: لا والله حتى تعطيني معه امرأته، قال: إن فعلت تفعل؟ قال: نعم، قال: فذلك لك [قال: فتضاحك وقال: لا والله حتى تعطيني ابنته مع امرأته، قال: إن فعلت تفعل؟ قال: نعم، قال: قد فعلت] قال: فتضاحك وقال: لا والله حتى تزيدني معه مئتي دينار، قال أبو بكر: أنت رجل لا تستحي من الكذب!، قال: لا، واللات والعزى لئن أعطيتني لأفعلن، فقال: هي لك، فأخذه.
وبه إلى ابن عساكر، [أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الخطاب في كتابه، أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي] أخبرنا أبو عبد الله بن بطة العكبري، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدثنا عبد الملك بن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عطاء الخراساني قال:
مخ ۱۲۶