الكلاب والحمير، فقال لها: ما حملت في بطونها، وما بقي فهو شراب وطهور (١). وأخرجه من طريق آخر عن عكرمة أن عمر بن الخطاب أتى على حوض من الحياض فأراد أن يتوضأ ويشرب، فقال أهل الحوض: أنه يلغ فيه الكلاب والسباع، فقال عمر: إن لها ما بلغت في بطونها، قال: فشرب وتوضأ (٢).
وعن أم سلمة أنها كانت تمر بالغدير فيه الجعلان والبعر، فيستقي لها منه فتتوضأ وتشرب (٣)، وقال لنا ابن علية عن حبيب بن شهاب عن أبيه أنه سأل أبا هريرة عن سؤر الحوض ترده السباع وتشرب منه الحمر فقال: لا يحرم الماء شيء (٤)، وهذا إسناد صحيح؛ لاتصاله وثقه رجاله، فأبن عليه ثقة حافظ اشتهر من أن يذكر أخرج له الشيخان محتجين به، وحبيب بن شهاب ابن مدلج قال ابن معين ثقة، وقال النسائي ثقة، وقال أحمد بن حنبل لا بأس، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقد سمع أباه. وأبو شهاب بن مدلج سمعه (٥) أبا هريرة وابن عباس وأبا موسى قال أبو زرعة الرازي ثقة، وقاله النسائي وذكره ابن حبان في ثقاته وأبو هريرة هو من جملة من يروي عن النبي ﷺ أنه
_________
(١) إسناده ضعيف، والأثر حسن - أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"، والطبري في "تهذيب الآثار" من طريق سفيان، عن حبيب، عن ميمون بن أبي شبيب، أن عمر بن الخطاب فذكره مختصرا بنحوه، وحبيب وهو بن أبي ثابت ثقة كثير الإرسال والتدليس، وقد عنعنه، ولكنه يتقوى بالطريق التالي.
(٢) إسناده ضعيف، والأثر حسن - أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"، وأبو عبيد في "الطهور" من طريق هشيم، قال: أنا حصين، عن عكرمة عن عمر بنحوه، ورواه أبو عبيد في "الطهور" من طريق إسماعيل، عن أيوب، عن عكرمة بمثله، ورواته ثقات، إلا أن علته أن عكرمة لم يلق عمر فقد ولد على أحسن تقدير بعد وفاة عمر بعام، والأثر رواه الطبري في تهذيب الآثار بإسناد صحيح عن عامر الشعبي عن عمر مطولا بنحوه، وإسناده منقطع بين عامر وعمر فلم يسمع منه إلا أن الأثر يتقوى بهذه الطرق.
(٣) لم أقف عليه عن أم سلمة، وإنما رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، والبيهقي في "الكبرى" من طريق ابن عيينة، عن منبوذ، عن أمه، أنها كانت تسافر مع ميمونة فتمر ... فذكرته، ومنبوذ وأمه مقبولان يعني عند المتابعة، ولم أقف على من تابعهما في رواية هذا الأثر.
(٤) صحيح – أخرجه ابن أبي شيبة من الطريق المذكور ورواته ثقات، وحبيب وأبوه قد وثقا كما ذكر المؤلف.
(٥) كذا بالأصل، والصواب: سمع.
1 / 43