يتعرض أحد فيما رأيته من شروح النظم مع كثرتها إلى التصريح بانقطاع الكرامات بالموت بل قال شارحه الجلال البخاري التقييد بدار دنيا لأن الاختلاف يعني بين أهل السنة والمعتزلة وقع فيها لأن دار العقبى محل كرامة جميع المؤمنين وقال شارحه السمهودي ينبغي أن يكون ظهور الكرامات لهم بعد موتهم أولى من ظهورها حال حياتهم لأن النفس باقية صافية من الأكدار والمحن وغيرها وقد شوهد ذلك من كثير منهم بعد موته وقد يدخل ذلك في كلام الناظم فإن قوله بدار دنيا صادق بحياته وبعد موته انتهى وبهذا ظهر أن من احتج بهذا البيت على انقطاع الكرامات بالموت حتى نسب إلى الإمام أبي حنيفة القول بانقطاع الكرامات بالموت واهم وعن طريق أهل الهدى ضال (1) إذ لم يثبت في شئ من كتب مذهب أبي حنيفة أصولا وفروعا القول بانقطاع الكرامات بالموت بل لم يثبت في شئ من كتب المذاهب الثلاثة فمن ادعى ذلك فعليه البيان وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان وفي (2) شرح مقدمة الإمام أبي الليث السمرقندي الحنفي رحمه الله تعالى للفاضل القرماني ما نصه ومن كرامات الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه بعد الموت ما رواه الأئمة أنه لما غسل رضي الله تعالى عنه ظهر على جنبه سطر يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى بك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وعلى يده اليمنى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وعلى اليسرى إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا وعلى بطنه يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ولما وضعوه على الجنازة سمع صوت هاتف يقول
مخ ۷