(بسم الله الرحمن الرحيم) هذه صورة سؤال رفع لشيخ مشايخ الإسلام شمس الملة والدين الشيخ محمد الشوبري رضي الله عنه وأرضاه (صورته) ما قولكم رضي الله عنكم في الأولياء هل لهم وجود وهل كراماتهم ثابتة وهل تصرفهم ينقطع بالموت وهل يمتنع أن يقال سيدي أحمد البدوي وأضرابه إنهم أولياء أو يجوز ذلك وهل يجوز التوسل بهم إلى الله وهل للأوتاد والأنجاب والنقباء ونحوهم وجود وهل ثبتت صحابة غير العشرة وماذا يترتب على من منع جميع ما ذكر وهل يجوز أن يحكم للولي إذا مات ببقاء ولايته أم لا لاحتمال موته على غير الإسلام وهل يجوز تقبيل توابيت الأولياء وأعتابهم وهل ثبت أن ما كان معجزة لنبي كان كرامة لولي وإذا حلف شخص أن سيدي أحمد البدوي وأضرابه من الأولياء يحنث وهل ثبت فيما ذكر دليل أو لا أفيدوا الجواب مفصلا أثابكم الله الجنة.
فأجاب رضي الله تعالى عنه (الحمد لله) الهادي للصواب نعم أولياء الله وهم العارفون به تعالى حسبما يمكن المواظبون على الطاعات المجتنبون للمعاصي المعرضون عن الانهماك في اللذات والشهوات موجودون لعموم قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ولما يأتي وكراماتهم ثابتة وتصرفهم باق لا ينقطع بالموت ويجوز أن يقال لسيدي أحمد البدوي وأضرابه إنهم أولياء الله تعالى لما شاع وذاع وملأ الأسماع من الإخبار عنهم بذلك ويجوز التوسل بهم إلى الله تعالى والاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء وبالعلماء والصالحين بعد موتهم لأن معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم والشهداء أحياء عند ربهم أيضا
مخ ۱
شوهدوا جهارا نهارا يقاتلون الكفار وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق على أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يخرقها الله بسببهم والدليل على جوازها أنها أمور ممكنة لا يلزم من جوازها ووقوعها محال وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع وعلى الوقوع قصة مريم ورزقها الآتي من عند الله على ما نطق التنزيل وقصة أبي بكر وأضيافه كما في الصحيح وجريان النيل بكتاب عمر ورؤيته وهو على المنبر بالمدينة جيشه بنهاوند حتى قال لأمير الجيش يا سارية الجبل محذرا له من وراء الجبل لكمن أعدائه هناك وسماع سارية كلامه وبينهما مسافة شهرين وشرب خالد السم من غير تضرر به وقد جرت خوارق على يد الصحابة والتابعين ومن بعدهم لا يمكن إنكارها لتواتر مجموعها وقد سئل بعض الأئمة الأكابر عمن قال إن من كرامات الولي أن يقول لشئ كن فيكون فنهى عن ذلك فقال من أنكر ذلك فعقيدته فاسدة وهل ما ادعاء صحيح أو باطل فأجاب أن ما قاله صحيح إذ الكرامات الأمر الخارق للعادة يظهره الله تعالى على يد وليه وقد قالت الأئمة ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي لا فرق بينهما إلا التحدي فمرجع الكرامة إلى قدرة الله تعالى نعم إن أراد استقلال الولي بذلك فهو كافر انتهى وقال شيخنا الرملي وهذه الأشياء يعني الكرامات لا يمكن إنكارها فالذي نعتقده ثبوت كراماتهم في حياتهم وبعد وفاتهم ولا تنقطع بموتهم ويخشى على جاحد ذلك المقت والعياذ بالله تعالى وللأوتاد والأنجاب والأبدال ونحوهم وجود ورد فهيم عدة أحاديث وطعن بعض الناس فيها مردود بأن بعضها تقوي بعضا بل قال بعض الحفاظ إن بعضها صحيح وفي المواهب اللدنية وقد خص الله تعالى هذه الأمة الشريفة بخصائص لم يؤتها أمة قبلهم أبان بها فضلهم والأخبار والآثار ناطقة بذلك ثم قال ومنها أن فيهم أقطابا وأوتادا وأنجابا وأبدالا عن أنس رضي الله عنه مرفوعا الأبدال أربعون رجلا وأربعون امرأة
مخ ۲
كلما مات رجل أبدل الله رجلا مكانه وإذا ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة ورواه الطبراني في الأوسط بلفظ لن تخلو الأرض من أربعين رجلا مثل خليل الرحمن عليه السلام فبهم يسقون وبهم ينصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر وروى ابن عدي بلفظ البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم أحد أبدل الله مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة ولأبي نعيم في الحلية عن ابن عمر رفعه (1) في الحديث نقص وتحريف يعلم من الجامع الصغير ا ه خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون خلا الخمسمائة وكلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر وفي أرض كلها وفي تاريخ بغداد للخطيب عن الكناني قال النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون والبدلاء أربعون والأخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد فسكن النقباء الغرب ومسكن النجباء مصر ومسكن الأبدال الشام والأخيار سياحون في الأرض والعمد في زوايا الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من الأمراء العامة اجتهد فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث فلا تتم مسألته حتى تستجيب دعوته انتهى وقال الحافظ ابن حجر الأبدال وردت في عدة أحاديث منها ما يصح ومنها ما لا يصح وأما القطب فورد في بعض الآثار وأما الغوث بالوصف المشتهر بين الصوفية فلم يثبت وإذا مات القطب جعل مكانه خيار الأربعين وإذا مات أحد الأربعين جعل مكانه خيار الثلثمائة وإذا مات أحد الثلثمائة جعل مكانه خيار الصالحين وإذا أراد الله تعالى أن يقيم الساعة أماتهم أجمعين وبهم يدفع الله تعالى عن عباده البلاء وينزل قطر السماء وفي السيرة الشامية قال الإمام اليافعي في كتابه كفاية المعتقد قال بعض العارفين الصالحون كثير مخالطون للعوام لصلاح الناس في دينهم ودنياهم والنجباء في العدد أقل منهم والنقباء في العدد أقل منهم وهم مخالطون للخواص والأبدال في العدد أقل منهم وهم نازلون في الأمصار
مخ ۳
العظام لا يكون في المصر منهم إلا واحد بعد واحد فطوبى لبلدة كان فيها اثنان منه والأوتاد واحد في اليمن وواحد بالشام وواحد في المغرب وواحد في المشرق والله تعالى يدير القطب في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء وقد سترت أحوال القطب وهو الغوث عن العامة والخاصة غيرة من الحق عليه غير أنه يرى عالما كجاهل أبله كفطن تاركا آخذا قريبا بعيدا سهلا عسيرا آمنا حذرا وكشفت أحوال الأوتاد للخاصة وكشفت أحوال البدلاء للخاصة والعارفين وسترت أحوال النجباء والنقباء عن العامة خاصة وكشف بعضهم لبعض وكشفت أحوال الصالحين للعموم والخصوص ليقضي الله أمرا كان مفعولا انتهى وقول السائل هل ثبتت الصحبة لغير العشرة فجوابه نعم بالأدلة الصحيحة الصريحة بعدد لا يحصى وإيجاد لا يستقصى ومن ثم قال بعض الأئمة أما عدة أصحابه صلى الله عليه وسلم فمن رام حصر ذلك رام أمرا بعيدا ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الله تعالى لكثرة من أسلم من أول البعثة إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم وتفرقهم في البلاد والبوادي وقد روى أنه سار عام الفتح في عشرة آلاف من المقاتلة وإلى حنين في اثني عشر ألفا وإلى حجة الوداع في تسعين ألفا وإلى تبوك في تسعين ألفا وقد روى أنه قبض عن مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا والله أعلم بحقيقة ذلك ولا تختص الصحبة ببني آدم بل تعم غيرهم من العقلاء كالجن لأنه صلى الله عليه وسلم مبعوث إليهم قطعا وأما الملائكة فينبني ثبوت ذلك لهم على ثبوت بعثته إليهم وفيه خلاف وقال الجلال وقد عد بعض المحدثين في جملة الصحابة عيسى والخضر وإلياس قال الذهبي في تجريد الصحابة عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام نبي وصحابي فإنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فهو آخر الصحابة موتا ا ه والرواة عنه ألف وخمسمائة وقول الحاكم أربعة آلاف رده الذهبي وأين هذا الجاحد لغير
مخ ۴
العشرة من التهذيب والإصابة فإن قلت لعله نفى التبشير لغير العشرة بالجنة قلت على فرض هذا هو أيضا ممنوع بل بشر صلى الله عليه وسلم غيرهم كأهل بيعة الرضوان الذين بايعوا في الحديبية تحت الشجرة قال عليه الصلاة والسلام لا يدخل النار من أصحاب الشجرة أحد إن شاء الله تعالى فإن قلت على هذا ما الوجه في تخصيص العشرة في كونهم مبشرين بالجنة قلت قال بعضهم خبر الآحاد لا يفيد العلم بل يفيد الظن والعشرة كونهم مبشرين مقطوع به بدليل قطعي ا ه ويترتب على من منع ذلك التعزير اللائق بحاله الرادع له ولأمثاله عن الخوض في هذه المسالك وتهوره بمثل ذلك ولا تنقطع ولاية الولي بموته كما علم مما تقدم ولا يظن بمسلم فضلا عن ولي الله تعالى هذا الظن فلا يلتفت إليه ولا يعول عاقل عليه وأما تقبيل توابيت الأولياء وأعتابهم فلا خلاف في جوازه بل ولا كراهة في تقبيل أعتابهم على قصد التبرك كما أفتى به العلامة الرملي رحمه الله تعالى ومن حلف أن السيد أحمد البدوي أو غيره ممن اشتهر بالولاية أنه ولي لله تعالى فهو بار في يمينه غير حانث لبناء حلفه على هذا الأمر الظاهر وقوله وهل ثبت دليل قلنا هذا الأمر الظاهر غني عن طلب دليل إذ الطلب لذلك إنما يصدر عن جاحد معاند لا يلتفت إليه ولا يعول في هذه المباحث عليه وقد غلب هذا الداء العضال على كثير ممن يزعم أنه من أرباب الأحوال نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومضلات الأفعال ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه تم
مخ ۵
فهو من الله تعالى على يد القطب صاحب الوقت يعطي الزائر من المدد على قدر مقام المزور محمول على أنه قال ذلك قبل أن يعلمه الله بإلهام أن الولي يتصرف بعد الموت وبهذا حصل التوفيق بين كلامه * (خاتمة) * من جملة الكرامات الإخبار ببعض المغيبات والكشف وهو درجات تخرج عن حد الحصر وذلك موجود الآن بكثرة ولا يعارضه قوله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول لأنا لا نسلم عموم الغيب فيجوز أن يخص بحال القيامة بقرينة السياق والمراد سلب العموم نحو لم يقسم كل إنسان لا عموم السلب نحو كل إنسان لم يقم ولا يعارضه أيضا قوله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ووجه عدم المعارضة أن علم الأولياء إنما هو بإعلام الله لهم وعلمنا بذلك إنما هو بإعلامهم لنا وهذا غير علم الله الذي تفرد به وهو صفة من صفاته القديمة الأزلية الدائمة المنزهة عن التغيير وسمات الحدوث والنقص والمشاركة والانقسام بل هو علم واحد علم به جميع المعلومات كلياتها وجزئياتها كان أو ما يكون أو ما جاز أن يكون ليس بضروري ولا كسبي ولا حادث بخلاف علم سائر الخلق فعلم الله الذي تمدح به وأخبر في الآيتين المذكورتين أنه لا يشاركه فيه أحد واحد فلا يعلم الغيب إلا هو ومن سواه إن علموا جزئيات منه فبإعلام الله واطلاعه لهم وحينئذ لا يطلق أنهم يعلمون الغيب إذ لا صفة لفهم يقتدرون بها على الاستقلال بعلمه وأيضا هم ما علموا وإنما أعلموا وأيضا هم ما علموا غيبا مطلقا لأن من أعلم بشئ منه تشاركه فيه الملائكة أو نظراؤه ممن اطلع ثم إعلام الله للأولياء ببعض المغيبات لا يستلزم محالا بوجه فإنكار وقوعه عناد ومن البداهة أنه لا يؤدى إلى مشاركتهم له تعالى فيما تفرد به من العلم الذي تمدح به واتصف به في الأزل وفيما لا يزال وإذا كان كذلك فلا بدع في أن الله تعالى يطلع بعض أوليائه على بعض المغيبات فإن ذلك أمر ممكن جائز عقلا وشرعا وواقع نقلا عن جمهور أهل السنة والجماعة من الفقهاء
مخ ۱۵
والمحدثين والأصوليين فإنهم نصوا على ثبوت كرامات الأولياء وأنها جائزة وواقعة بجميع أنواع خوارق العادات لا فارق بينها وبين المعجزة إلا التحدي ودعوى النبوة فمن الإخبار بالمغيبات إخبار الصديق رضي الله تعالى عنه في مرض موته بولد يولد بعده ثم أنثى إذا تقرر هذا فما وقع في الفتاوى البزازية من قوله قال علماؤنا من قال أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر انتهى يعني تعلم الغيب بقرينة السياق مشكل إذ لا يكفر بمجرد هذا القول مع احتمال التأويل لما في التتارخانية لا يكفر بالمحتمل لأن الكفر نهاية في العقوبة فيستدعى نهاية في الجناية ومع الاحتمال لا نهاية ا ه وفي شرح الهداية للمحقق كمال الدين بن الهمام بعد سر كثير من ألفاظ التكفير والذي تحرر أنه لا يفتى بتكفير مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان في كفره اختلاف ولو رواية ضعيفة انتهى وهو مأخوذ من الخلاصة وغيرها إذا كان في المسألة وجوه توجب التكفي ووجه واحد لا يوجبه فعلى المفتي أن يميل لعدم التكفير ا ه قال في النهر غير أنه يجوز أن يراد بالوجوه الأقوال أو الاحتمالات لكن يؤيد الأول ما في الصغرى الكفر شئ عظيم فلا اجعل المؤمن كافرا متى وجدت رواية أنه لا يكفراه أقول هذا لا يقتضي أن يراد بالوجوه في كلام الخلاصة الأقوال فقط بل الوجوه في كلامه مستعملة في كل منهما أخذا من قول ابن الهمام أمكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان في كفره اختلاف وفي جامع الفصولين روى الطحاوي عن أصحابنا لا يخرج الرجل من الإيمان إلا بجعوده ما أدخله فيه ثم ما يتبين أنه ردة حكم بها وما يشك أنه ردة لا يحكم بها إذ الإسلام الثابت لا يزول بشك مع أن الإسلام يعلو فينبغي للعالم إذا رفع إليه هذا أن لا يبادر بتكفير أهل الإسلام مع أنه يقضي بصحة إسلام المكره ثم قال قدمت هذه المقدمة لتصير ميزانا فيما نقلته من هذا الفصل من المسائل فإنه قد ذكر في بعضه أنه يكفر مع أنه
مخ ۱۶
لا يكفر على قياس هذه المقدمة فليتأمل انتهى نعم من اعتقد أنه يعلم ما استأثر الله بعلمه فهو كافر لا محالة وقد وردت النصوص المتظافرة الدالة على علم الموتى وسؤالهم في القبر ونعيمهم وعذابهم وتزاورهم وندب زيارتهم والسلام عليهم وخطابهم خطاب الحاضرين العاقلين وعلمهم أحوال أهل الدنيا يسرون ببعضها ويساؤن ببعضها وأنه يؤذيهم ما يؤذي الحي وغير ذلك مما يطول ذكره ولا يمكن استقصاؤه وفي هذا القدر كفاية لمن أذعن وسلم والله بأحوال أوليائه أعلم قد برزت هذه المجلة من العدم إلى الوجود بعون الله المحمود بعد أن نقلت أطوارها في مشيئة الأنظار وتكامل ميلادها في مطارح الأفكار في أوائل جمادى الثانية من شهور سنة 1091 إحدى وتسعين وألف أحسن الله تقضيها وبارك لنا في التي تليها على يد مؤلفها ومقررها الفقير في فنون الفضلاء الحقير في عيون النبلاء السيد أحمد بن السيد محمد الحسيني الحنفي الحموي فسح الله في مدة من كان سببا في كتابته ورحم الله المؤلف والله أعلم بالصواب وإليه المرجع ولا مآب (تم) لحموي أحمد بن السيد محمد مكي الحسيني الحموي شهاب الدين المصري الحنفي المدرس بالمدرسة السليمانية والحسنية بمصر القاهرة توفي سنة 1098 ثمان وتسعين وألف#
مخ ۱۷