الأسماء الحسنى» و«شرح مواقف النفري» (^١) على مذاهب هؤلاء.
وكما قال أيضًا: «وكان موسى أعلم بالأمر من هارون، لأنه علم ما عَبَدَه أصحاب العجل، لِعِلْمه بأن الله قد قضى أن لا يُعبد إلا إياه، وما قضى الله بشيء إلا وقع، فكان عَتَب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه، فإن العارف من يرى الحقَّ في كل شيء، بل يراه عين كلِّ شيء» (^٢).
وهذا من أعظم الناس تحريفًا للكَلِم عن مواضعه، يجمعون بين السَّفْسَطة في العقليات، والقَرْمطة (^٣) في السمعيات، كإخوانهم الباطنية الإسماعيلية.
وذلك أن قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: ٢٣] معناه: أمَرَ ربُّك، باتفاق المسلمين، والله إذا أمر بأمرٍ فقد يُطاع وقد يُعصى، بخلاف ما قضاه بمعنى أنه قَدَّره وشاءه، فإنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. ومن المعلوم أن الله لم يجعل الواقع من جميع الخلق هو عبادته وحده لا شريك له، بل أوجب هذا عليهم، فمنهم من أخلص له الدين ومنهم من أشرك به.
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا