فقل له: إن الشر على أمرين: شر هو ألم وأذى وعذاب، وشر هو ظلم وجور وكذب وعيب.. فعن أي الشرين تسأل ؟
فإن قال: عن الظلم والجور.
فقل: إن الظلم من أفعال الظالمين، والجور من الجائرين، والكذب من الكاذبين.
فإن قال لك فالجور من خلقه ؟
فقل له : لم نقل إنه مخلوق، فتسألنا عن خالقه. فإن قال لك: فلم يخلق الله الكذب، والجور ؟!
فقل له: إن معنى خلقه: فعله، والله لم يفعل الجور والكذب والظلم، لأن الجور والكذب لا يفعله إلا كاذب جائر ظالم.
فإن قال: ما دليلك على أن الحمى والألم شر ؟
فقل له: دليلي على ذلك قول الله تبارك وتعالى:{ ونبلوكم بالشر والخير فتنة } [الأنبياء:35]. وقوله:{ وإذا مسه الشر جزوعا } [المعارج:70]. وقول القائل: لم أزل البارحة في شر طويل، من حمى ووجع ضرس، أو أذن، أو بدن، على ما قال المتوجع.
ثم يقال له: أخبرني عن الخير والشر، كله من الله ؟!
فإن قال: نعم.
يقال له: وإذا كان الخير كله من الله، فهل كان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخير أيضا ؟
فإن قال: نعم. ترك قوله، وزعم أن النبي فعل خيرا، وفعل النبي غير فعل الله. فإن قال: لم يفعل النبي خيرا، فقد شك في الحق وكفره، وجحد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وجهله.
ثم يسأل عن إبليس، يقال: كان من إبليس شر قط ؟
فإن قال: نعم. ترك قوله. وإن قال: لا. فقل له: فلا ينبغي لك أن تستعيذ من شر إبليس، لأن من استعاذ من شره فهو أحمق عابث، وإذا استعاذ من شر من لا شر له فقد جهل. هذا مع قول الله عز وجل:{ قال أعوذ برب الفلق... } [الفلق:1] إلى آخر السورة.
ومن سأل عن ولد الزنا، من خلقه ؟ فيقال: الله خلق ولد الزنا وولد الكافر، والناس أجمعين.
مخ ۳۸۰