کتاب الرد او د الحسن بن محمد بن الحنفيه په ضد د استدلالاتو کتاب
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
ژانرونه
جوابها وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} [الفتح: 24]، فقال: هل كان يستطيع أحد أن يمد يده إلى عدوه، وقد كف الله سبحانه أيدي حزبه؛ من رسوله والمؤمنين، عن حزب الشيطان الفاسقين، وأذن لرسوله وأطلق له مهادنة قريش ومن معهم من المشركين؛ نظرا منه سبحانه للمؤمنين، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لما أن طلبته قريش منه، ولو لم يأذن الله له عز وجل في ذلك لم يفعله، ولم يك ليرجع يوم الحديبية حتى يقاتلهم، وعلى الحق وبالحق ينازلهم، ولقد أراد ذلك صلى الله عليه وآله، وبايع أصحابه على الموت فيه بيعة ثانية، وهي البيعة التي ذكر الله عن المؤمنين ورضي بها عنهم، وأنزل السكينة عليهم، وصرف القتال، وكف أيدي الكل من الرجال؛ بما أطلق لرسوله صلى الله عليه وآله من اجابته لهم إلى ما طلبوا من المهادنة في ذلك العام، والرجوع عنهم والدخول في السنة المقبلة إلى البيت الحرام، فأطلق له الرجوع عنهم والترك لمقاتلتهم لما ذكر سبحانه، (فمن كان بمكة)(1) ممن كان بمكة من المؤمنين والمؤمنات، لأن لا يطأوهم فيقتلوهم بغير علم، فتصيبهم منهم معرة عند الله بالحكم. والمعرة ها هنا فهي الدية، لا ما قال غيرنا به فيها من الإثم، وكيف يأثم من بر وكرم وقاتل على الحق كما ذكر الله عز وجل من خالفه من الخلق؛ فقتل مؤمنا بغير علم ولا تعمد وهو إنما قتله وهو يحسبه كافرا، ويظنه في دين الله فاجرا، فهو والحمدلله في ذلك غير آثم، ولا متعد في فعله ولا ظالم، ولكنه مخطئ فعليه ما على مثله، وهو ما ذكر الله في قوله حين يقول: {ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله} [النساء: 92]. وإنما جعل عليه العتق والدية تعظيما لقتل المؤمن، وتشديدا على المؤمنين في التثبت والتبيين(1) عند قتال الكافرين، كما قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} [الحجرات: 6].
وأما معنى قوله سبحانه: {من بعد أن أظفركم عليهم}، فهو الحكم لهم من الله عز وجل بالنصر إذ نصروه. ومن ذلك ما قال ذو العزة والجلال: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد: 7]، ولا نصر يكون أكبر من نصره لرسول الله صلى الله عليه وآله ومن معه من المؤمنين، فحكم الله سبحانه لهم على أعدائه بالنصر إذا التقوا، وبالغلبة إن احتربوا، ألا تسمع كيف يقول: {ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا} [الفتح: 23]، يقول: حكم الله للمؤمنين بالنصر على الفاسقين، ولن تجد لما حكم به رب العالمين للمؤمنين تبديلا. فهذا معنى الآية وتفسيرها، لا كما قال، من نسب إلى الله جل ثناؤه فاحش المقال؛ من جبر العباد على الخير، وإدخالهم في كل شر وضير. تم جواب مسألته.
المسألة الثانية والعشرون:
عن غنائم الكافرين، وهل كانوا يستطيعون الإيمان حتى لا تؤخذ غنائمهم؟
ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عما وعد الله جل ثناؤه رسوله والمؤمنين من الغنائم الكثيرة التي قال: {تأخذونها}، هل كانت تلك الغنائم التي وعدهم إياها تكون إلا من الكافرين؟ فإن قالوا: لا، فقل: فهل كان أولئك الكافرون يستطيعون أن يؤمنوا حتى لا تحل غنائمهم ولا دماؤهم ولا أموالهم؟ فإن قالوا: نعم، فقد كذبوا قول الله عز وجل، وإن قالوا: لا، فذلك نقض لقولهم. تمت مسألته.
مخ ۴۱۷