کتاب الرد او د الحسن بن محمد بن الحنفيه په ضد د استدلالاتو کتاب
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
ژانرونه
فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه} [الكهف: 57]، إلى آخر الآية، فقال: أخبرونا عن الجعل بالإرادة دون الأمر، فإن أنكروا، فأخبرهم أن الله يقول: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا} [الكهف: 57]، وقال سبحانه: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم} [الممتحنة: 7]. في آيات كثيرة من الكتاب؛ فيقال لهم: ما ذلك الذي جعل الله وهو كائن كما جعل؟ فإن قالوا: إنما ذلك الدعاء، فقل: إن الدعاء قبل ذلك، فقد دعا العابد جميعا، وهذا شيء قد خص به من يشاء من خلقه ولم يعمهم، لأنه إنما يهتدي من جعل الله في قلبه الهدى، ولم يعمهم بالهدى. فإن قالوا: قد نعلم أن الله قد جعل الناس كلهم مهتدين، ولا نقول إن الله قد جعلهم كفارا، فقل: إن الله يرد عليكم قولكم في كتابه، فإنه قد قال: {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل} [المائدة: 60]. ألا ترى أن الله قد جعل منهم القردة والخنازير [وعبد الطاغوت](1)؟ فإن زعموا أن الله إنما سماهم بذلك ونسبهم إليه، فقل: فلذلك لم يجعلهم قردة وخنازير وإنما سماهم ونسبهم إليه. (2) وإن أقروا أن الله جعلهم عبدة الطاغوت فذلك نقض لقولهم، وإن قالوا: إن الله لم يجعلهم عبدة الطاغوت، كان ذلك تكذيبا منهم، فقل: فإن الله قد قال أيضا: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون}[الأنعام: 123]، ألا يرون أن الله يخبر أنه قد جعل في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها؟ فإن قالوا: إنه لم يجعلهم فيها ليمكروا فيها؛ كان ذلك تكذيبا منهم، وإن أقروا كان ذلك نقضا لقولهم.
وقد قال الله لقوم فرعون: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون} [القصص: 41]، فإن قالوا: نعم؛ كان ذلك نقضا لقولهم، وإن قالوا: لا، فقد كذبوا والله يقول: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين * والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} [النحل: 80 81]، ألا ترى أن الناس هم غزلوا ونسجوا، وعملوا الدروع، واتخذوا المساكن والبيوت، ثم نسب ذلك منه وإليه، وأخبر أنه خلقه؛ فمن به عليهم، وذلك أنه أراده فكان ما أراد، ولم يأمر به. تمت مسألته.
جوابها
وأما ما سأل عنه من قول الله عز وجل: {إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا} [الكهف : 57].
مخ ۴۰۲