231

رب الثوره

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

ژانرونه

ومع بداية عهد هؤلاء البطالمة، كانت بداية المجد الأوزيري الحقيقي، فمعهم غزا المعمورة المعروفة آنذاك، وساد عليها مع عالمه الخالد، ويمكن استنتاج ذلك من عرض ه. آيدرس. بل التالي: «وعلى عهد بطليموس الأول، ظهرت عبادة جديدة، هي عبادة سرابيس، التي قيل: إن الملك ابتدعها لتكون رابطة بين رعاياه الإغريق ورعاياه المصريين. والأبحاث المستفيضة التي قام بها فيلكن حول هذا الموضوع، لم تدع مجالا للشك في أن الإله الجديد، هو المعبود المصري أوزير أبيس في صورة هلينية ... ولدينا ما يدل على أن هذا الإله قد عبد في المنطقة المجاورة لمنف، وأن الإغريق أنفسهم اشتركوا في هذه العبادة قبل ظهور سرابيس، ويبدو أن كل ما قام به بطليموس، كان رفع هذا الإله المحلي إلى إله مركزي، وتصويره طبقا للعقائد الإغريقية ... في صورة رجل مثالي الجمال، في عنفوان قوته، على غرار الإله زيوس الإغريقي.»

17

ومن هنا يمكن القول: إن سيرابيس

Serapis

في حقيقته لم يكن سوى وليد هجين؛ نتيجة لتلاقح الفكرين؛ الكهنوتي اليوناني، والكهنوتي المصري، حول الآلهة الثلاثة «أوزير، أبيس، زيوس»، ويبدو أن ذلك قد تم على يد الكاهن مانيتون، استنادا إلى ما رواه أدولف إرمان حول حقيقة سيرابيس؛ فهو يؤكد أن سيرابيس قد أصبح «الإله الذي كان على الإغريق والمصريين على حد سواء أن يقدسوه، ومنذ ذلك الوقت أصبح سيرابيس الإله الرئيسي في مملكة البطالمة، وأصبحت الأيمان الرسمية تعقد على النحو التالي: باسم سيرابيس وإيزيس، والآلهة الأخرى، وكان مما يرضي الملك أن تشيد المعابد لسيرابيس في خارج مصر نفسها، ولنا أن نقدر أن هذا التأويل الجريء من مانيتون، لم يجد أية معارضة عند زملائه الكهنة؛ فقد كانت رغبة الملك كفيلة بإقناعهم، بأن سيرابيس لم يكن سوى أوزيريس أبيس، ومنذ ذلك الوقت كان سيرابيس هو التسمية الإغريقية لأوزيريس، وأصبح سيرابيس مذ ذاك إله الموتى وزوج إيزيس، وحل تماما محل أوزيريس، وكان أعظم معابد هذا الإله الجديد، يوجد في عاصمة البلاد بطبيعة الحال، أي في الإسكندرية»

18

تحت اسم السيرابيوم

Serapium .

وكان «سيرابيوم الإسكندرية على طراز إغريقي، وفي عهد تراجان، أوفدت بعثة إلى روما، فاصطحبت معها تمثال سيرابيس صانع المعجزات، وقد قام إلى جانب سيرابيوم الإغريق هذا سيرابيوم آخر، في صحراء منف، ومن هذا المكان خرجت عبادة أوزيريس أبيس؛ ولهذا ظل كعبة الحجاج من عباده.»

19

ناپیژندل شوی مخ