رب الثوره
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
ژانرونه
ويوضح إرمان السر في استمرار الثالوث الأوزيري، في خيال الشعوب المجاورة بقوله: «لما جعلت حملة الإسكندر عام 332ق.م من الإغريق سادة البلاد ... الغالبية العظمى من الشعب قد ظلوا أوفياء لقومتيهم، أوفياء قبل كل شيء لعقيدتهم الموروثة عن الأجداد، ومع أن هذه العقيدة قد تأثرت على مر القرون بالروح الإغريقية، فإنها بقيت في الحقيقة على كل ما كانت عليه قبلا، وبدلا من أن تتقلص وتتقهقر، أخذت تبرز إلى الأمام، فقد وجدت الآلهة المصرية لها عبادا كذلك، من بين السكان الإغريق، مع فارق واحد، وهو أن الإغريق قد تحاشوا بقدر الإمكان استعمال أسمائها البربرية. وبلد كمصر في ذلك العهد، تحظى الديانة فيه بمركز السيادة، لا يمكن أن تحكم على الدوام إلا إذا كانت القوة الزمنية، على وفاق مع الزعماء الروحيين للشعب؛ ولهذا جعل الملوك الإغريق والأباطرة الرومان السلطة الدينية تحت حمايتهم؛ على أن تؤيد من ناحيتها السلطة الزمنية.»
7
وهكذا؛ وبعد أن كانت العقيدة الأوزيرية، عقيدة ثورية جماهيرية، بدأت تتحول إلى عقيدة سلطوية، بعد أن أجاد الكهان وسائل التحالف المقدس بين الملك الغاصب وبين ديانة الشعب، وكان أبرز من مهد لهذا المبدأ من الملوك الغزاة، ذلك السياسي الماكر الداهية، تلميذ الفيلسوف أرسطو، «الإسكندر الأكبر»، الذي ما إن وضع قدمه على أرض مصر وعرف هويتها الدينية والجماهيرية؛ حتى «نهج نهجا يختلف تماما عن نهج الفرس، فقدم ولاءه للآلهة الوطنية، ومن منف اتخذ الإسكندر طريقه في الفرع الغربي للنيل قاصدا كانوب؛ حيث شيد فوق شريط من الأرض الرملية، يقع بين بحيرة مريوط والبحر، مدينة إغريقية تحمل اسمه، هي مدينة الإسكندرية، ومنها مضى إلى واحة سيوة؛ «ليستلهم وحي الإله المصري آمون»، الذي كان الإغريق يشبهونه بإلههم زيوس.»
8
ولم يكن عجبا من السياسي المحنك أن يعقد مع الكهانة اتفاقا، وبموجبه أعلنوا للجميع أن نسبة الإسكندر لفيليب الثاني غير صحيحة؛ لأن الإسكندر في الحقيقة هو ابن الله الوحيد، والسر الحقيقي يكمن في أن أمه «أوليمباس قد خالطت الإله آمون»،
9
ومنه أنجبت الإسكندر طفلا إلهيا؛ لذلك فقد تعرف على وجهه القدسي فورا «كاهن آمون، «وحياه كابن للإله»»،
10
وحينها أعلن الإسكندر للشعب المصري إيمانه بالعالم الخالد؛ ولأنه ابن الله الحقيقي؛ فقد «أبدى رغبته بأن يدفن في واحة سيوة، وفي معبد أبيه آمون بالذات.»
11
ناپیژندل شوی مخ