رب الثوره
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
ژانرونه
ويضيف كل من دريتون وفاندييه قولهما: «بل يظهر أن فكرة تدخل الإله تدخلا مباشرا في إنسال الملك الجالس على العرش، كانت شائعة في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وتعتبر تلك الفكرة امتيازا عاديا للملك؛ إذ تمثل النقوش في معبد الدير البحري عن حتشبسوت، ومعبد الأقصر عن أمنحوتب الثالث، مراحل الاقتران الإلهي، أي اجتماع آمون مع الملكة الوالدة، بعد أن يتخذ مظهر الملك الوالد.»
2
وبذلك - حسبما يذهب تفسيرنا - يبرز الملك ابنا لآمون رع؛ ليصبح هو أوزير، ابن رع العادل، بعد أن عاد لينقذ العباد، ويعضد تفسيرنا ما جاء من مرسوم الملك المؤله أمنحوتب الأول؛ فقد «كانوا يصورونه بصحبة والدته نفرتاري التي كانت تمثل بإيزيس؛ نظرا لكونها أم حورس الملك»
3
ومن الغريب أن سيادة التثليث الأوزيري، لم تنته أبدا مع ما انتهى من الآلهة المصرية، في نهاية الدولة الحديثة واحتلال مصر من الآشوريين، ثم الفرس، فالإغريق والرومان، فالتاريخ يؤكد هذا معلنا أن إلها واحدا قد «خرج من المحنة القومية أكبر شأنا مما كان؛ لأن مصيره لم يرتبط بأي نظام سياسي، ولأن أسطورته، وهي عزيزة لدى الشعب، تحمل في ذاتها تفسيرا لكل النزلات، وتسمح بكل الآمال؛ هو أوزير.»
4
ولما كان أوزير مع الآلهة المصرية الأخرى، قد سبق وانتشروا في بقاع الإمبراطورية المصرية - بحوض المتوسط الشرقي - قبل سقوطها، فقد زالت الآلهة المصرية في مجملها من هذه البلاد، بعد انهيار الإمبراطورية المصرية، لكن «إيزيس والطفل حورس، قد عاشا في مخيلة الشعوب هناك زمنا أطول من أي إله آخر.»
5
ولعل في هذا الوقت بالذات، تكمن الحلقة المفقودة حول تأثر الفلسفة اليونانية بالفلسفات الفرعونية، وبخاصة فلسفة أفلاطون الروحية الأخروية المثالية، وهو يعد أول من قال في بلاد اليونان، ولأول مرة في تاريخها، بعالم آخر خالد، بل وأقام عليه كل فلسفته في الوجود وفي المعرفة وفي الأخلاق.
6
ناپیژندل شوی مخ