رب الثوره
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
ژانرونه
ويبدو أن فكرة تعذيب الخاطئين، قد جاءت «في زمن متأخر على وجه التحقيق»، كما يرى إرمان
63
في ظل الملكيات المتتالية، بعد أن كان عقاب المذنب حرمانه فقط من الخلود، ويدعم رؤيتنا في كون فكرة العذاب فكرة ملكية بدورها، أن العذاب قد نسب في النهاية إلى إله الملكية آمون، الذي تكفل بأحد جوانب الحياة الخالدة، وهو تعذيب المذنبين في حساب الموازين؛ ترهيبا وتخويفا لمن يفكر في العصيان الثوري بحيث يكون التأديب، دنيويا وأخرويا، تأديبا ملكيا.
والنصوص تؤكد أنه في يوم الحساب، سوف «توزن الأعمال، فمن خفت موازينه ألقيت روحه في الجحيم، وكان غذاؤه وشرابه القاذورات، وتسلطت على روحه الثعابين والعقارب، فتلدغه وتعنفه حيث ذهب، وهكذا يستمر في العذاب الأليم، إلى أن يلحقه الفناء.»
64
وإن المذنب «سينزلق إلى مكان الإعدام «لآمون رع»، سيد الكرنك، إنه لن يدعهم يشبعون في وظائفهم، وسيلقى في لهيب الملك يوم مقته، وسينفث تاجه النار على رءوسهم، وسيغرقهم في البحر حيث تختفي أجسادهم»،
65
بينما تسجل الأدعية لآمون ابتهالها: «أنت آمون رع، الذي يعدل الأرض بإصبعه، والذي كلمته أمام القلب، «فيجعل النار مأوى لمن يرتكب الخطيئة».»
66
بينما وضعت أمام الجميع عقبات وصعاب، لا يمكن لغير المؤمن الصالح اجتيازها، وأهمها «الصراط»؛ ذلك الطريق الضيق الرهيب، الذي كان على كل ميت أن يعبره فوق بحر من النار، ومن كان صالحا عبره بسلام ووصل إلى بر الخلود بأمان، ومن كان مذنبا هوى في الجحيم، وقد جاء ذلك في «إحدى خرائط العالم الثاني، وإن من يدخل مملكة الموتى، ممن يكونون في المكان المقدس روستاو، بالقرب من الجيزة، فإنه يجد أمامه سبيلين يؤديان به إلى مملكة الأبرار؛ أحدهما طريق الماء، والآخر طريق الأرض، وكلاهما يتعرجان، غير أنك لا تستطيع أن تعرج من أحدهما إلى الآخر؛ لأن بينهما بحرا من النار، وهناك كذلك طرق جانبية، وإن كان لا ينبغي لك سلوكها؛ لأنها تؤدي بك إلى النار، أو هي طرق بديلة ملتوية، وقبل السير في أحد هذين السبيلين، «يجب أن يمضي الميت من باب النار».»
ناپیژندل شوی مخ