رب الثوره
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
ژانرونه
إن عقيدة الخلود المصرية، قد بدأت مرتبطة بالملكية، واعتبر الملك هو صاحب الحق الأوحد في الخلود دون سائر البشر؛ لامتلاكه الطبيعة الإلهية التي انحدرت إليه عبر نسله الإلهي.
رابعا:
إن هذا الاعتقاد قد دخل مراحل تطورية؛ بدأت تصورا ساذجا بالخلود في القبر، ثم أخذت خطوة ارتقائية دخل بها الشعب دار الخلود، ولكن في مهامه مظلمة تحت الأرض، لا فرق فيها بين خير وشرير، بينما ترفعت بالملك عن هذه المهامه، وأدخلته السماء بجوار أبيه الأكبر رع، دون أية مقاييس خلقية نسبية بين ملك وملك، وأصبح الأمر لو تصورناه بالفهم الحالي: أن السماء كانت جنة للملوك، أما تحت الأرض فكان مقر بقية البشر الموتى.
خامسا:
إن هناك أدلة قوية - وهذا أهم اكتشافات هذا الباب - تثبت أن الإله أوزير إله جديد حديث، لم يكن هو ولا أفراد أسرته الأسطورية، ضمن المجمع القدسي في بداية تكوين هذا المجمع، وإنما كان ظهوره نتيجة ظروف معينة بدأت في عهد الأسرة الرابعة، أي العصر الذي بلغت فيه معاناة الشعب أقصاها في بناء الأهرام لملوكه، وهذا المعنى يعود بنا إلى بداية الثورة المصرية الأولى التي أنهت عصر الدولة القديمة، وبربط ظهور أوزير ببداية الثورة، يتضح احتمال أن يكون أوزير هو الإله العادل، الذي بحث عنه العقل الجماهيري، ليستبدله بالآلهة القديمة.
الباب الثالث
عقيدة الخلود المصرية عبر مراحلها التطورية
تأسيس
أبدا؛ لم تكن وقفتنا السالفة مع الإله أوزير، مسألة عبثية واستعراضية، إنما كانت خطوة منهجية لازمة وضرورية؛ لمعرفة أهم الخطوط العريضة التي اتبعتها عقيدة الخلود الفرعونية، في مسارها التطوري؛ خاصة إذا علمنا أن أوزير كان لدى الباحثين دائما، هو الإله المعني بأي حديث عن العالم الفرعوني الخالد؛ باعتباره هو رب الخلود، رغم تضارب ذلك مع حقيقة مؤكدة، هي أن رع كان رب العالم الخالد.
والغريب أن أحدا ممن طالعنا لم يحاول أن يضع تفسيرا منطقيا أو مفهوما لهذا الأمر، وكان أسهل مخرج من هذه المحاولة ، هو لجوء الباحثين إلى ما يسمونه بالتضارب أو التناقض بين النصوص المصرية وبعضها، حتى إن التأكيد على تنافر أو تناقض العقلية المصرية القديمة مع ذاتها، كاد يكون لدى الباحثين عرفا ومسلمة.
ناپیژندل شوی مخ