رب الثوره
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
ژانرونه
وما أقر به - إقرار الخبير - الآثاري إرمان حول صعوبة حصول الباحث على فكرة متصلة الحلقات عن عقائد مصر القديمة، وأنه «إذا أريد استقصاء التفاصيل، فدون ذلك متناقضات من ضروب شتى.»
19
ويعزو هؤلاء جميعا أسباب صعوبة البحث في عقائد الفراعنة - أو استحالته بتعبير برستد - إلى : أن الديانة المصرية لم تكن تتألف من عقيدة واحدة، متسقة في جميع تفاصيلها وأجزائها، يدين بها المصري في كل العصور، وإنما كانت تتألف من عقائد عبادات مختلفة، تتصل بعبادات محلية متفرقة، بما حيك حول كل منها من فكر وأساطير، فأصبحت تحوي تناقضات صارخة من مفارقات شتى، لا تأتلف مع بعضها البعض بأي حال، فكانت النتيجة أن ترك لنا المصريون القدماء نصوصا متضاربة، مما حدا بالباحثين إلى إعلان «أن الأمر ينجلي عن اضطراب لا مثيل له؛ فهذه النصوص لم تعرف النظام أبدا، خلال الثلاثة آلاف سنة التي عاشتها الديانة المصرية بعد عصر نصوص الأهرام»
20
حتى إنهم كانوا يعجبون «كيف تحمل شعب ذكي هذا الخلط قرنا بعد قرن.»
21
ومع ذلك التناقض والتضارب الشديدين في نصوص الديانة المصرية القديمة، فإن المصري القديم لم يكن يشعر «من جراء تضاربها بأي قلق، أكثر مما كانت تشعر به أية حضارة قديمة أخرى، باستبقاء طائفة من عقائدها الدينية - جنبا إلى جنب - مع عقائد أخرى تخالفها أو تتناقض معها كل التناقض.»
22
وإن السبب المؤكد لهذا الاضطراب في عرف هؤلاء الباحثين «لا يرجع إلى طبيعة المصريين، وإنما إلى أنها (ديانتهم) تراث أجيال طويلة وعبادات مختلفة.»
23
ناپیژندل شوی مخ