154

Quranic Sciences According to Al-Shatibi in His Book Al-Muwafaqat

علوم القرآن عند الشاطبي من خلال كتابه الموافقات

خپرندوی

دار البصائر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

قال الماوردي:" قد امتنع بعض المتحرجين أن يستنبط معاني القرآن باجتهاده، ولو صحبها شواهد، ولم يعارض شواهدها نص صريح. وهذا عدول عما تعبدنا بمعرفته من النظر في القرآن واستنباط الأحكام، كما قال تعالى:
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [سورة النساء: ٨٣] ... ولو صح ما ذهبوا إليه؛ لم يعلم شيء من الاستنباط، ولما فهم الكثير من كتاب الله".
وأما حجة الإسلام الغزالي .. فمن أهم ما استند إليه، هو حديث رسول الله ﷺ في دعائه لابن عباس- ﵄ بقوله:" اللهم فقهه في الدين، وعلّمه التأويل" .. وهذا هو الاجتهاد بالرأي بعينه. ثم عمل الصحابة. وقد صرح الإمام الغزالي برأيه هذا في كتابه" الإحياء" بقوله:" ولا ينبغي أن يفهم منه (أي من حديث" من فسر القرآن برأيه- أو بما لا يعلم- فليتبوأ مقعده من النار") أنه يجب ألا يفسر القرآن بالاستنباط والفكر. فإن من الآيات ما نقل فيها عن الصحابة والمفسرين خمسة معان وستة، وسبعة، ونعلم أن جميعها غير مسموع من النبي ﷺ ..
فيكون ذلك مستنبطا بحسن الفهم، وطول الفكر، ولهذا دعا ﷺ لابن عباس ﵁ بقوله: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» (١) " (٢).
الرأي المذموم:
قال الشاطبي:" وأما الرأي غير الجاري على موافقة العربية، أو غير الجاري على الأدلة الشرعية؛ فهذا هو الرأي المذموم من غير إشكال، كما كان مذموما في القياس أيضا؛ لأنه تقوّل على الله بغير برهان .. فيرجع إلى الكذب

(١) رواه البخاري بنحوه، حديث رقم ١٤٠.
(٢) إحياء علوم الدين، ١/ ٣٧.

1 / 158