ثالثا : إن الكلام النفسي لا يمكن تصوره وتعقله في الذهن ، وما لا يمكن تصوره لا يمكن إثباته ، ناهيك عن أن يكون هناك دليل عليه من السمع في حق الله تعالى ، يقول الإمام يحيى بن حمزة عليه السلام ردا على الأشاعرة بهذا الخصوص : ) لا يخلو حال من أثبت على لله تعالى حالة في الأزل بكونه متكلما : إما أن نقول بثبوت الحروف والأصوات مع هذه المتكلمية في الأزل أو لا نقول ، فإن قال : إن هذه الحالة ثابتة في الأزل مع هذه الحروف والأصوات فهذا باطل ، لأن هذه الحروف لاشك في حدوثها فيستحيل حصولها في الأزل ، وإن قال بثبوت هذه في الأزل من دون هذه الحروف فهو محال ، لأن هذه الحروف أصل في معقول حقيقة الكلام ، إذا لا يعقل كلاما من دونها فثبت أن القول بإثبات هذه الحالة يؤدي إلى المحال ، وما أدى إلى المحال فهو محال ( (9) ، أي أن القول بأزلية كلام الله في الحالتين محال ، ولا مناص من القول بحدوثه ، باعتبار أن القول بالكلام النفسي يبطل ويتعين الثاني أي الكلام اللفظي وهذا لاشك في حدوثه .
رابعا : إن قولهم بأن كلامه تعالى وصف أو معنى قائم بذاته مغاير لهذه الصفة والأصوات ، يعني بأن ما نقرأه في القرآن ليس هو كلام الله وإنما هو ما يدل عليه !!!
وهذا مردود بنص القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله (
فدل ذلك على ان ما بين الدفتين بحروفه وألفاظه هو كلام الله ، وما من شيء يسمع غيرها ... والعجيب أنهم تكلفوا تأويل الآية بما يتفق مع رأيهم ، وقالوا بأن المراد : حتى يسمع ما يدل على كلام الله أو مدلول كلام الله .
مخ ۳۳