إلا أن التيار ( الوهابي _ السلفي ( _ وإنطلاقا من شعار العودة إلى ما كان عليه السلف _ عمل اليوم للأسف الشديد على بعث تلك المسألة من جديد ليتردد عنوانها على لسان العامة من أتباعه ، وفي إطار إثارته لعناوين المسائل الكلامية الخلافية القديمة ، ومواقف وآراء أسلافه فيها ، وفي المخالفين لهم في الرأي ، ممن يستهدفهم اليوم ويشن حملاته المذهبية ضدهم ، ويعبئ ضدهم العوام والجهلة وأدعياء العلم من أتباعه وطلابه وخطبائه وغيرهم من خلال إثارتها لتلك العناوين ، معيدا ذات الأقوال والأحكام التكفيرية والتضليلية التي رافقتها من قبل وأطلقها أسلافه الحنابلة بحق خصومهم وسائر القائلين فيها بخلاف قولهم ، ومنها مسألة خلق القرآن التي أخذ بعض الكتاب يشيرون إليها بين الحين والآخر ، ويرددها الكثير من أتباع هذا التيار باعتبار _ كما قدمت لهم _ من الأقوال الكفرية التي أحدثها أهل الأهواء والضلال ، وحاربها ( السلف ) ، وتعرضوا بسببها لتلك المحنه ..!! ، ليتمسكوا بوجهة النظر المعارضة المتمثلة في القول بأن القرآن غير مخلوق أو قديم ، لا باعتبار ذلك ناتجا عن فهم حقيقي للمسألة وإدراك لحقيقة موضوعها ومعرفة بأدلتها بل ومعنى قولهم ذاك ناهيك عن الإطلاع على الرأي الآخر ، بقدر ما يندرج تحت شعار أو مبدأ التمسك بما سمي ب ( عقيدة السلف ) ، وهو ناتج عن تقليد أعمى مع تضليل وجهل وانغلاق .. ، والمشكلة أن هؤلاء يرددون مالا يعرفونه حق معرفته ، ويتمسكون بألفاظ لا يفهمونها ، والأعجب من هذا أنهم ينكرون ويشنعون على مخالفيهم اليوم دون فهم أو علم ، ويكتفون بأن يرددوا على مسامعك ما قاله فلان وفلان من أسلافهم في مسألة خلق القرآن والقائلين بها ، وليت هذا التيار سكت عنها ، وترك أمرها للعلماء وأهل الإختصاص لكان خيرا له من إثارتها على ذلك النحو بين العامة .
مخ ۱۲