Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith
ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان
خپرندوی
مكتبة دروس الدار
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م
د خپرونکي ځای
الشارقة - الإمارات
ژانرونه
-فحينئذ المسلم وهو يقول: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ فهو يسأل ربَّه أن يهديه، وأن يتوب عليه مما أخطأ فيه وقصَّر-. فهذه أمور سبعة نبَّه عليها ابن القيم ﵀ في هذا الباب؛ ليعلم المسلم وهو يقرأ قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ أنه محتاج -واللهِ- إلى تكرار هذا الأمر تكرارًا عظيمًا، وألَّا يتخاذل عن تعلم كتاب الله -جل وعلا-.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله ﷺ بعقله، وتدبَّرَهَ بقلبه، وجد فيه من الفهم، والحلاوة، والبركة، والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه ولا منثوره ا. هـ (^١).
حال الصحابة مع تدبر القرآن:
ونحن والله نحتاج إلى الإقبال على كتاب الله -جل وعلا- إقبالًا سلفيًّا أثريًّا كما كان أصحاب النبي ﷺ يفعلون؛ فإنهم كانوا يُقبِلون على كتاب الله، ويكتفون بكتاب الله وبسنة رسول الله ﷺ دون غيرهما.
وإنَّ بعض الناس اليوم قد تدمع عيناه لسماع نشيد، ولا تدمع عيناه لسماع القرآن، وتطرب نفسه لسماع القصائد، ولا تطرب نفسه وتخشع لذكر الله -جل وعلا-.
والمتأمل في حال الصحابة ﵃ يرى في طريقة تلقيهم للعلم: تمام الحرص على العمل بالعلم والانتفاع التام به.
قال جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ﵁ «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ (^٢) فَتَعَلَّمْنَا الإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا». (^٣).
فتأمل قوله «فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا».
يتبين لك ما كانوا عليه من العناية بالعمل والعلم معا وأن ذلك قد آتى ثماره بالإيمان الذي وقر في قلوبهم وهذ هو المنهج الصحيح الذي ينبغي أن نسير عليه جميعا في طلبنا للعلم. وفيه من الفائدة البدء بتعلم العقائد قبل الفقه والقرآن.
وقال ابن مسعود ﵁: «كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف
_________
(^١) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٢٧٠).
(^٢) حزاورة: جمع حَزَوَّر، وهو الغلام إذا اشتد وقوي وحزم.
(^٣) صحيح، أخرجه ابن ماجه (٦١) بسند صحيح.
1 / 68