Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith
ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان
خپرندوی
مكتبة دروس الدار
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م
د خپرونکي ځای
الشارقة - الإمارات
ژانرونه
وكان من دعائه ﷺ: «اللهُمَّ زِدْنِي عِلْمًا» (^١).
فيا عبد الله: أنقذ نفسك من الجهل بدين الله -جل وعلا-.
فإن الجهل قد يؤدي بصاحبه إلى التهلكة كما في حديث جَابِر ﵁ قال: خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ، ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: «قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ، أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا؛ فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ، …» (^٢)، دعا عليهم النبي ﷺ لأنهم سئلوا فأفتوا بغير علم، وقد أدت هذه الفتوى إلى موت هذا الصحابي ﵁.
بل قد جاء في السنة ما يدل على أن الفتوى بغير علم قد تكون سببًا لمقتل صاحبها، ففي "الصحيحين" (^٣) عن أبي سعيد الخدري ﵁؛ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ قَالَ: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً …»، الحديث.
كانت هذه الفتوى المبنية على غير علم سببًا لمقتل صاحبها.
فنسأل الله ﷾ أن يُوفِّقنا وإيَّاكم إلى كل خير.
حديث شعب الإيمان:
وهو حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «الْإِيَمانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ-أَوْ قَالَ: بِضْعٌ وَسَبْعُونَ-شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ». وهذا الحديث أخرجه الشيخان في صحيحيهما وأهل السنن وأحمد في المسند وابن حبان في صحيحه وافتتح به البيهقي كتابه هذا "شعب الإيمان"، وهو مبثوث في دواوين الإسلام. وهو حديث عظيم وقد
_________
(^١) أخرجه أبو داود (٥٠٦١)، بسند ضعيف عن عائشة ﵂ وحسنه الحافظ في نتائج الأفكار (١/ ١١٦). وضَعَّفَه الألباني في الكَلِمِ الطَّيبِ (٤٥)، وفي "المشكاة" (١٢١٤)، وأخرجه الترمذي (٣٥٩٩)، وابن ماجة، (٢٥١) عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ ﵁ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا» وصَحَّحَهُ الألباني في "صَحِيحُ الترمذي" (٣٥٩٩) وانظر: «السلسلة الصحيحة» (٧/ ٤٣١).
(^٢) أخرجه أبو داود (٣٣٦)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣٦٤).
(^٣) أخرجه البخاري (٣٤٧٠) ومسلم (٢٧٦٦).
1 / 29