227

Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

خپرندوی

مكتبة دروس الدار

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

د خپرونکي ځای

الشارقة - الإمارات

ژانرونه

ولكن الهداية بيد الله فاهتدى بهم من شاء اللهُ هدايته، وضلَّ من شاء اللهُ -جل وعلا- إضلاله بعدله وحكمته. وقد أخبرنا النبي ﷺ أن الأنبياء يأتون يوم القيامة، فيأتي بعضهم يوم القيامة، وليس معه إلا رجل واحد أي: لم يؤمن به إلا رجل واحد، ويأتي النبي وليس معه أحد (^١) ولا يكون ذلك بسبب تقصير من النبي، بل النبي بلَّغ وأدى ما أمره الله -جل وعلا- به، ولكن هو فضل الله -جل وعلا- يؤتيه من يشاء، والهدايةُ بيد الله. عصمة غير الأنبياء: إذا عرفنا أنَّ من خصائص الأنبياء العصمة تبيَّنَ لنا أنَّ غير الأنبياء لا يقال بعصمتهم؛ فأهلُ السنة والجماعة لا ينسبون العصمة لغير الأنبياء والمرسلين حتى أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد ﷺ وهم الصحابة ﵃ وفيهم أبو بكر وعمر ﵄ ليسوا بمعصومِين، وقد قال أبو بكر ﵁: «وُلِّيتُ أَمَرَكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ أَنَا أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وَإِنْ أَنَا أَسَأْتُ فَسَدِّدُونِي، فَإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي فإذَا رَأَيْتُمُونِي غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي، لَا أُؤْثَرُ فِي أَجْسَادِكُمْ وَلَا أَبْشَارِكُمْ» (^٢). وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم، فيقع الخطأ من غير الأنبياء المرسلين، «وكلٌّ» -كما قال الإمام مالك ﵀ -: «وكلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر» -ويشير إلى قبر نبينا ﷺ (^٣)؛ وهذا القول مأثور أيضا: عن مجاهد التابعي الجليل ﵀ قال: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا وَهُوَ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ» (^٤).

(^١) البخاري (٥٧٥٢)، ومسلم (٢٢٠) عن ابن عباس ﵄. (^٢) الزهد لأبي داود (٣١) وسنده جيد. ورواه معمر في الجامع (٨٥٩٧) وأبو عبيد في الأموال (٨، ٩) والطبراني في الأوسط (٨٥٩٧) والبيهقي (١٣٠٠٩) من طرق. (^٣) ذكره عن الإمام مالك جماعة من العلماء منهم الحافظ أبو شامة (ت: ٦٦٥ هـ) في خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأول (١٣٦) وشيخ الإسلام (ت: ٧٢٨ هـ) في الإخنائية (٤٤١) والذهبي في كثير من كتبه منها سير أعلام النبلاء (١٥/ ٩٥) وزغل العلم (٣٣) والحافظ ابن كثير في التفسير (١/ ٥٤) وغيرهم. (^٤) رواه البخاري في رفع اليدين (٣١) وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٠٠) وابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام (٦/ ١٤٥) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١٧٦٣ و١٧٦٤ و١٧٦٥) والبيهقي في المدخل (٣٠) والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٤٤١)

2 / 78