المجلس الثاني عشر (^١)
العصمة للأنبياء:
الأنبياء والمرسلون ﵈ اختارهم الله -جل وعلا- على غيرهم من البشر، واصطفاهم وهو يصطفي من يشاء من خلقه -جل وعلا-. وخصَّهم الله بخصائص منها: أنهم معصومون. والأمة مجمعة على عصمة الأنبياء والرسل ﵈؛ من كبائر الذنوب وقبائح الأمور كالزنا والسرقة والمخادعة وعبادة الأصنام والسحر. وقد دلَّ الكتاب والسنة على أنَّ أنبياء الله ورسله بُرَآء مما افتراه عليهم اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الكتاب الذين حصلت عندهم التحريفات.
تعريف العصمة:
قال العلماء: هي لطفٌ من الله تعالى يحمل النبي على فعل الخير، ويزجره عن الشر مع بقاء الاختيار تحقيقًا للابتلاء.
من جوانب العصمة:
وذكر العلماء بعض الجوانب التي وقعت فيها العصمة من الله لأنبيائه فمنها:
العصمة في باب التبليغ ودعوى الرسالة:
وهذه العصمة هي التي عليها المناط؛ فبها يحصل المقصود من البعثة، فتبليغ شرع الله إلى الخلق هي مهمة الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهم الواسطة بين الله وبين خلقه الذين أُرسِلوا إليهم، فبطريقهم يهتدي البشر، فهم الذين يرشدونهم إلى دين الله؛ إذ هم المبلِّغون عن الله أمرَه ونهيَه وشرعَه؛ ولذلك أوجب الله العصمة لأنبيائه ورسله في هذا الجانب، فهم معصومون في باب البلاغ كما دلَّت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، يقول الله -جل وعلا- في حق نبينا ﷺ: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)﴾ [النجم] فكلُّ ما جاء عن رسول الله ﷺ، وصحَّ، وثبت عنه فإنما هو وحيٌ من الله -جل وعلا-.