49

قصص من التاريخ

قصص من التاريخ

خپرندوی

دار المنارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

العاشرة

د چاپ کال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

د خپرونکي ځای

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ويسمع الرجل القصة فيحس أن الأرض تدور به، فيمر بآلاف الصور والألوان، والشكوك والأماني، ثم يسأله: وأين أم الولد؟ ويحس أن هذه اللحظة التي انتظر فيها الجواب قد طالت حتى غدت دهرًا، وأنه كالقائم ليسمع الحكم عليه بالبراءة أو القتل. فيقول الفتى: إنها باقية تغدو إلى دار الخليفة أيامًا وتكون مع ابنها أيامًا، ولكنها لا تزال حزينة لم تمسح آلامَها الأيامُ ولم ترقأ دمعها. ويدعه الرجل ويركض إلى الدار، يشعر أنه يمشي في الزمان، يعود أدراجه إلى عهوده الماضيات، إلى عهد الحب الضاحك ولياليه المترعات بالقبل. لقد نسي في هذه الخطوات كل ما لقي من شقاء وما حمل من ألم، وامتلأ قلبه شكرًا لله الذي استودعه حبيبته وما في بطنها فما ضاعت عنده الوديعة، وهذه الحبيبة التي طالما بكاها يحسبها ميتة وجاء ليدفن جسده الواني بجانب رُفاتها قائمة تنتظره لتمنحه عطرها وسحرها، وهذا الجنين الذي خلّفه على باب الموت قد غدا شابًا ممتلئًا قوة وأيْدًا ومالًا ومجدًا. ووصل إلى هذا الشاب، فقال له: ما تبتغي؟ فخفق قلبه، وتلاحقت أنفاسه، وهملت مقلتاه. ولم يجد ما يمهّد به الحديث، فقال له: أنا أبوك! ونظر الشاب شاكًّا، وقال له: اتبعني. فأتبعه، فاجتاز به صحنًا بعد صحن حتى انتهى إلى مكان

1 / 54