وقد استثنى الله تبارك وتعالى اللمم فقال: " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة ". قال عبد الله بن مسعود، وسئل عن تأويل هذه الآية فقال: إذا دنا الرجل من المرأة فإن تقدم ففاحشة، وإن تأخر فلمم. وقال غيره من الصحابة: القبلة واللمس. وقال آخرون: الإتيان فيما دون الفرج.
وكذلك قال الأعرابي حين سئل عما نال من عشيقته، فقال: ما أقرب ما أحل الله مما حرم الله!.
فإن قال قائل: فيما روى من الحديث: " فرقوا بين أنفاس الرجال والنساء "، وقال: " لا يخل رجل بامرأة في بيت وإن قيل حموها، إلا إن حموها الموت " وإن في الجمع بين الرجال والقيان ما دعا إلى الفسق والارتباط والعشق، مع ما ينزل بصاحبه من الغلمة التي تضطر إلى الفجور وتحميل على الفاحشة؛ وأن أكثر من يحضر إنما يحضر لذلك لا لسماع ولا ابتياع.
مخ ۱۶۴