فإذا وجب أن الكلام غير محرم فإن وزنه وتقفيته لا يوجبان تحريما لعلة من العلل. وإن الترجيع له أيضا لا يخرج إلى حرام. وإن وزن الشعر من جنس وزن الغناء، وكتاب الموسيقي، وهو من كتاب حد النفوس، تحده الألسن بحد مقنع، وقد يعرف بالهاجس كما يعرف بالإحصاء والوزن. فلا وجه لتحريمه، ولا أصل لذلك في كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه عليه السلام.
فإن كان إنما يحرمه لأنه يلهى عن ذكر الله فقد نجد كثيرا من الأحاديث والمطاعم والمشارب والنظر إلى الجنان والرياحين، واقتناص الصيد، والتشاغل بالجماع وسائر اللذات، تصد وتلهى عن ذكر الله. ونعلم أن قطع الدهر بذكر الله لمن أمكنه أفضل، إلا أنه إذا أدى الرجل الفرض فهذه الأمور كلها له مباحة، وإذا قصر عنه لزمه المأثم.
ولو سلم من اللهو عن ذكر الله أحد لسلم الأنبياء عليهم السلام. هذا سليمان بن داود عليهما السلام، ألهاه عرض الخيل عن الصلاة حتى غابت الشمس، فعرقبها وقطع رقابها.
مخ ۱۶۱