بتروكلوس!
أهكذا قد غرر بك أخيل، فأطلقك إلى حيث تلقى حتفك، وتسبح في دمك، وتغص بآلامك؛ وإنه ليسبح الآن في شهواته، ويقارف لذاته، ولا يدري مصيرك المحزن، ولا يعرف ما حل بك من موتة زؤام!»
وكان بتروكلوس العظيم يجود بروحه، ويسمع إلى هذا الهذر، ويبكي! فلما انتهى هكتور، تأوه القتيل آهة عميقة، ثم قال: هكتور!
حق لك أن تفتخر الآن!
أما قبل هذه اللحظة فقد كنت تبحث عن قلبك الرعديد فلا تجده؛ لأنه طاش من شدة ما عاينت من ضربت الميرميدون!
على أنك لو كنت رجلا لآثرت أن تدفن وجهك في الرغام، دون أن تفخر بنصر ليس لك في أقله يدان!
لست أنت الذي رميت يا هكتور! بل هو سيد الأولمب، وولده أبوللو هما اللذان رميا، وهما اللذان كتبا هذا القضاء وأبرما هذا القدر!
وإلا؛ فو أرباب هيلاس لو صاولت عشرين كلبا مثلك لما أفلت منهم أحد أبدا؛ ولأرسلت أرواحهم الخبيثة تتردى في نار جهنم!
أجلي هو الذي أعجلني يا هكتور، وأبوللو هو الذي فتك بي الفتكة البكر، أما أنت فلم تصنع شيئا أكثر من أن رميت رمية الجبان!
على أني أقولها لك قولة غير كاذبة .
ناپیژندل شوی مخ