هنا نقع على أسطورة يظهر كل الظهور أن لها علاقة بالشمس، وأنها تتفق كل الاتفاق جملة وتفصيلا مع صور أسطورية أخرى مستمدة من ألوهية الشمس، ولا يمكن أن يكون مجرد الاتفاق والمصادفة سببا في أن تلصق هذه الأسطورة بغلغامش؛ فإن كل ما في القصة يدل على اعتقاد ثابت بأن «غلغامش» من آلهة الشمس، وعلاقته «بشاماش»
Shamash
الذي لا يبعد أن يكون أباه ارتكانا على الأسطورة التي رواها «آليان»، وكذلك النسر الذي أنقذه من الاصطدام بالأرض لدى إلقائه من أعلى البرج، أضف إلى ذلك أن كل الأسطورة خلو من ذكر أبيه، في حين أن أمه قد ذكرت مرات عديدة، وأن روح القصة من أولها إلى آخرها يرمي إلى الإشارة بأنه أكثر من إنسان.
أما وقد استطعنا أن نعرف شيئا عن حقيقة شخصيته الميثولوجية، فلا يصعب علينا بعد ذلك أن نستدل من مخاطراته على مطابقة تناظر سير الشمس يوميا (أو سنويا)؛ إذ تكون في عظمتها وقوتها لدى الظهيرة (أو في منتصف الصيف)، ثم تنحدر إلى المغيب تلقاء الأفق الغربي، لتعود من بعد ذلك مرة أخرى إلى مآهل الناس . وهو ككل آلهة الشمس - إذ تكون كالشمس نفسها - من حيث مولدها وأصلها، محفوفة بالأسرار محوطة بالألغاز، وهو كذلك شخصية تمثل أحد «الأولاد المنحوسين»، مثل «سرجون» و«فرساوس»، فإنه إنما يظهر في الرواية لأول مرة بطلا كامل أوصاف البطولة، حاكما مستبدا بمدينة «أرك». أما أمه «ريمات-بليت»
Rimat-balit
فكاهنة بمعبد «عشتار»
Ishtar ، وهو من طريقها أحد خلائف «أوت-نابشتيم»، أحد أهالي «شوريباك»
Shurippak ، وبطل رواية الطوفان البابلية.
وفي أول القصة تقع على علاقته بالرجل المتوحش «إيباني»، وهو رجل خلقته الآلهة وصورته من أجل أن يحطم «غلغامش» ويذهب بريحه، غير أن الصداقة تقوم بينهما مقام العداء، ويذهب الاثنان معا ليحاربا «المسخ خومبابا»
Khumbaba
ناپیژندل شوی مخ