د یوناني فلسفې کیسه

زکي نجيب محمود d. 1414 AH
82

د یوناني فلسفې کیسه

قصة الفلسفة اليونانية

ژانرونه

Timon ، ويظهر أن بيرو لم يصل إلى الشك عن طريق البحث الفلسفي العميق في الحقيقة وإمكانها إنما قال به عن طريق أنه وسيلة للسعادة وذريعة لتخفيف ويلات الحياة.

يقول «بيرو»: إن خير طريق يسلكه الحكيم أن يسائل نفسه هذه الأسئلة الثلاثة؛ أولا: ما هي هذه الأشياء التي بين أيدينا وكيف تكونت؟ ثانيا: ما علاقتنا بهذه الأشياء؟ ثالثا: ماذا يجب أن يكون موقفنا إزاءها؟ أما السؤال الأول: فالإجابة عنه إنا لا نعرفها، إنما نعرف ظواهرها، أما حقيقتها الباطنية فنحن بها جد جاهلين، والشيء الواحد يظهر بمظاهر مختلفة للأشخاص المختلفة؛ لهذا كان من المستحيل أن نعرف أي الآراء حق، ومن أوضح الأدلة على ذلك أن آراء العقلاء مختلفة كاختلاف آراء العامة، وكل وجهة نظر يمكن البرهنة على صحتها وتأييدها كنقيضها، ورأيي مهما كان واضحا عندي فعكسه واضح عند غيري ومقتنع به اقتناعي، فما عند كل إنسان رأي لا حقيقة، وهذه هي العلاقة بيننا وبين الأشياء ، وهو الإجابة عن السؤال الثاني، أما عن السؤال الثالث: فيجب أن يكون «الوقف» التام؛ فنحن لا نستطيع أن نتأكد من شيء ولو كان تافها، ومن ثم كان أتباع بيرو لا يصدرون على الأشياء أحكاما قاطعا، فهم لا يقولون إن الحق كذا، وإنما يقولون «يظهر لنا كذا» و«ربما كان كذا» و«من المحتمل» ونحو ذلك، وكما قالوا ذلك في الأشياء المادية قالوه في الأخلاق وفي القانون، وفي الأشياء المعنوية، فلا شيء في نفسه حق، ولا شيء في ذاته خير أو شر، وإنما هو خير في رأيي أو رأيك أو حسب القانون والعرف، وإذا عرف العاقل ذلك لم يفضل شيئا على آخر، وكانت النتيجة الجمود التام، وعدم العمل، فإن أي عمل إنما هو نتيجة التفضيل، فإذا ذهبت يمينا أو شمالا فمعنى ذلك أني أفضل ذلك لغرض، فإذا انعدم هذا التفضيل انعدم العمل، وهو ما يرمي إليه بيرو؛ فالعمل مؤسس على العقيدة والعقيدة لا تكون ما لم يكن هناك جزم بأن الحق في جانبها وهو ينكر ذلك، ويرى أن اللذائذ والرغبات يجب أن تنبذ، وأن يعيش الإنسان في هدوء تام وبعقل مطمئن، وبنفس هادئة حررت من كل وهم وضلال، وليس الشقاء في العالم إلا نتيجة عدم الوصول إلى ما يرغب فيه أو فقده إذا كان، فإذا تحرر العاقل من هذه الرغبات فقد تحرر من الشقاء، والعاقل يستوي عنده الشيء ونقيضه، فالصحة أو المرض، والموت أو الحياة، والغنى أو الفقر سواء عنده متى عدم الرغبة، وإذا كان مضطرا في هذا الوجود إلى العمل كان مضطرا أن يخضع للعرف والقانون لا عن اعتقاد بأنهما حق أو مقياس للخير.

كارنيادس. •••

وذاعت نظرية الشكاك في هذا العصر واعتنقتها «أكاديمية أفلاطون»، فقد ظلت مدرسته قرونا يتولاها رؤساء عديدون يسيرون على ما رسم أستاذهم الأول «أفلاطون»، فلما رأسها أرسيسيلوس

Arcesilaus

دخلها الشك، وسميت المدرسة من ذلك الحين «الأكاديمية الحديثة»، وأظهر ما يميزها معارضتها الشديدة للرواقيين، فقد اعتقدوا أن الرواقيين سريعو التصديق بالحقائق من غير أن تدعم بالبرهان، وقد رد عليهم أرسيسيلوس في نظريتهم في أساس المعرفة التي شرحناها، وذهب إلى أنه لا أساس للمعرفة، وليس هناك مقياس نقيس به الحقيقة لا الحواس ولا العقل، ومن مأثور قوله: «لست أدري، ولست أدري أنني لا أدري.» ولكن لم تبالغ الأكاديمية الحديثة في الشك كما بالغ بيرو ، فقد ذهبوا إلى أن الإنسان يجب أن يعمل، وإذا لم يكن في الإمكان معرفة الحق فاحتمال الحق وظنه كافيان في الهداية إلى العمل.

ويعد «كارنيادس»

Carneades

أشهر الأكاديمية الشكاكة، ومما يمثل رأيه قوله: (1)

لا يمكن البرهنة على شيء لأن النتيجة يجب أن يبرهن عليها بالمقدمات، والمقدمات تحتاج إلى برهان وهكذا، فيؤدي ذلك إلى التسلسل. (2)

ناپیژندل شوی مخ