وإذا أطل المرء من إحدى قمم غرناطة أو الحمراء، التي تقف دبدبانا في نهاية المرج كما يقف الأكروبول في أثينا،
6
وسرح نظره في فضاء المرج الأفيح
7
وقد تعانقت أشجاره، وتبسمت أزهاره - رأى من الجداول والكروم والبساتين وغياض البرتقال ما يملأ النفس سرورا وبهجة، وفي الحق إن غرناطة تفضل كل مدينة بالأندلس في جمال مناظرها واعتدال جوها، فإن النسيم الذي يهب عليها من الجبال الثلجية يجعل أشد أيام القيظ فيها من أجمل الأيام وألطفها، أما تربتها، فمنقطعة النظير في الخصب وقوة الإنبات، وقد أنشئ قصر الحمراء فوق شرف من الأرض تحيط به قمم عالية صعبة المنحدر، تتدفق في سفحها الشمالي أمواه نهر حدرو
8 (درو) وقد حصن القصر بأسوار غطيت بالمرمر، وشدت عند كل مسافة بحصون تشرف عليه، وتشبه الرقعة التي قامت عليها الحمراء سن رمح دقيقة الطرف عريضة الجانبين، يبلغ طولها نصف ميل من الشرق إلى الغرب.
9
ويمر الزائر من فناء الحمراء بقبة ضخمة برتقالية اللون، تضرب إلى الحمرة فينتهي إلى باب دار العدل؛ حيث كان يجلس السلاطين للفصل بين الناس
10
كما كان يفعل قضاة اليهود، وهناك على قوس من البناء لها شكل حذاء الفرس، ترتفع إلى نحو ثمان وعشرين قدما - صورتان نحتتا في صخرتين عظيمتين، إحداهما لمفتاح رمزي، والأخرى ليد ضخمة مرفوعة إلى السماء
ناپیژندل شوی مخ