قال الشيخ: ما أرى في هذا البيت شيئًا من العطاء والمنِّ، ولا ما يقرب من هذا الظن، وما بعده تطويل ما فيه طائل، وإنما هو قال: كفى فخرًا بأنك من قحطان، ومعناه أنه من ذؤابة
قحطان، فيقول: كفى فخرًا بأنك أشرفهم وأعلاهم دون افتخار، وإن فخرت ساغ لك الفخر، فإن جميعهم مواليك وعبيدك، وأنت سيدهم ومولاهم، ولما كان أول البيت مقصورًا على قحطان، فالأولى أن يكون آخره مقصورًا عليهم دون غيرهم.
وقال في أول قطعة:
(لئِنْ كان أحسنَ في وصفِها ... لقد تركَ الحُسنَ في الوصفِ لكْ)
قال أبو الفتح: يقول لئن كان أحسن في وصفها وتشبيهك فلم يُحسن في وصفك حيث شبَّهك بالبرِكة.
قال الشيخ: قوله في وصفها وتشبيهك كبيرة لا تُغفر وسبيبة لا تُكفَّر، وكان يجب أن يقول:
لئن كان أحسن في وصفها وتشبيهها بك حتى كان صوابًا، فإن ذلك الشاعر وصف بركة، وشبهها بأبي العشائر في تدفقها وفيضها، وليس شبه أبا العشائر بها، وما بقي من تفسيره صواب، لأن البحار لا تُشبه بالبرك.
وقال في قصيدة أولها:
(فِدىً لكَ من يُقصِّرُ عنْ مداكا ... . . . . . . . . . . . . . . .)