وأجاب لابوشنيانو - في برود: «فلاحون نعم! ولكنهم كثيرون، أليست خسارة أن نقتلهم جميعا من أجل فرد واحد؟! إني أحتكم إليك ... اقبل الموت من أجل هذا البلد الذي كما كنت تقول لي من قبل لا يريدوني ولا يحبني! وإني لسعيد إذ أرى الشعب يكافئك عن الخدمات التي قدمتها إلي، أنت الذي باع جيشي في أنطون زكلي، ثم تخلى عني لينضم إلى تومسا.»
وصاح موتزوك - وهو يشد لحيته بعد أن أيقن من كلمات الطاغية أنه لا أمل في النجاة: «يا لتعاستي! ... دعني على الأقل أعود إلى بيتي لأرتب شئونه! ارحم زوجتي وأطفالي! دعني أؤدي شعائر الاعتراف في الكنيسة!» ثم أخذ يبكي ويصيح وينتحب.
فصاح به لابوشنيانو قائلا: «كفى! لا تنتحب كالمرأة! كن شجاعا كروماني أصيل! وما جدوى الاعتراف؟! وماذا يمكن أن تقول للقس؟ هل تقول إنك لص وخائن وملدافيا تعلم ذلك؟! هيا خذوه وسلموه للشعب، وقولوا له: هكذا يجازي الأمير إسكندر كل من ينهبون البلاد.»
وفورا قبض عليه قائد الشرطة وضابط الجنود المرتزقة، وأخذا يجرانه وهو يعوي بكل قواه ويحاول أن يقاوم، ولكن ماذا تستطيع يدا عجوز إزاء أربع أيد قوية! وحاول أن يستخدم ساقيه كمتراسين، ولكنه أخذ يصطدم بجثث النبلاء الآخرين، وينزلق فوق الدماء التي كانت قد تجمدت على البلاط، وأخيرا خارت قواه وسحبه أعوان الطاغية خارج القصر، وهو أقرب إلى الموت منه إلى الحياة، وألقوا به إلى الجموع.
ووقع هذا النبيل التعس في أيدي ذلك التنين الذي مزقه إربا في أقل من لحظة.
وقال رسل الطاغية: «هكذا يعاقب الأمير إسكندر من ينهبون هذا البلد.»
ورد الجمهور قائلا: «فليحي صاحب العظمة الحاكم!» واكتفى بهذه الضحية وانصرف.
وبينما كان موتزوك التعس يهلك على هذا النحو، كان لابوشنيانو قد أصدر الأوامر برفع أدوات المائدة ومفارشها، ثم قطع رءوس جميع النبلاء المقتولين، وإلقاء جثثهم من النافذة.
ثم أخذ الرءوس وصففها على مهل وسط المائدة واضعا في الصفوف السفلية رءوس النبلاء الأقل شأنا، وفي الصفوف العلوية رءوس الأكثر شأنا وفقا لأنسابهم وألقابهم، حتى اكتمل أمامه هرم من سبع وأربعين رأسا، وعلى قمته رأس بيرهم حامل الأختام.
وبعد أن غسل يديه اتجه نحو باب سري، ودفع المزلاج والقضيب الخشبي الذي كان يغلقه، ثم دخل إلى مقصورة الأميرة.
ناپیژندل شوی مخ