ثم سمع طرقات على الباب، فقفز اليوشا وجرى إلى خارج الغرفة، وبعد لحظة دخلت سيدة تصحبها صبية صغيرة، وكانت السيدة مدام أولجا والصبية ابنتها سونية، ودخل في أثرهما اليوشا وهو يقفز ويمرح ويلوح بيده، فلما رآهما بيلاييف هز رأسه واستمر في مشيه في الغرفة، ثم دمدم قائلا: «طبعا إن الذنب ذنبي وإلا فعلى من يقع أنه صادق فهو زوج قد ثلم عرضه».
فقالت مدام أولجا: «عم تتكلم؟» - «عم أتكلم؟ ألم تسمعي ما يشيعه زوجك عني؟ يقول إني وغد سافل خربت بيتك وأشقيت أبناءك، فكلكم في شقاء وأنا وحدي السعيد، سعيد جدا جدا». - «لا أفهم ما تقول، ماذا جرى؟» - «اسمعي أنت لما يقوله هذا الصغير».
فاحتقن وجه اليوشا ثم عراه الشحوب وصارت عضلات وجه تختلج من الخوف، ثم نظر إلى بيلاييف وقال وهو يهمس همسا عاليا: «اسكت».
ونظرت مدام أولجا إلى اليوشا وهى مدهوشة ثم إلى بيلاييف ثم إلى اليوشا ثانيا.
فقال بيلاييف: «اسأليه؛ فإن هذه المجنونة بيلاجيه تأخذ الطفلين وتذهب بهما إلى المطاعم ويجلسون جميعا مع زوجك، ولكن ليس هذا محور الموضوع.
فمحور الموضوع أن زوجك يعد نفسه ضحية وأني أنا الشقي الذي خربت بيتكم».
فتنهد اليوشا وقال: «ألم تعدني بشرفك يا بيلاييف؟» فأبعده بيلاييف عنه وقال: «شرفي! أي شرف إن هذا النفاق هذا الكذب ...»
فقالت مدام أولجا وعيناها تغصان بالدموع: «لا أفهم هذا. أخبرني يا اليوشا هل تزور أباك؟»
ولكن اليوشا لم يسمع هذا السؤال لأنه كان ينظر والرعب قد ملك عليه كل حواسه إلى بيلاييف، ثم قالت أمه: «هذا محال سأذهب إلى بيلاجيه وأسألها».
وخرجت مدام أولجا من الغرفة فقال اليوشا وجسمه كله ينتفض: «لقد وعدتني بشرفك».
ناپیژندل شوی مخ