فأخذ سمبا قرعة الجعة وجرع جرعة كبيرة ثم نهض وقال: «هلمي إلى أبيك أخبريه بأن يأمر بقرع الطبول لأني أريد أن أقاتل جومبل».
فسارعت إلى أبيها وأخبرته بذلك فسر لهذا الخبر وأمر بقرع الطبول.
ثم امتطى سمبا صهوة جواده واستصحب معه مئة مقاتل ومئة منشد ومئة عبد ومئة نعال ممن ينعلون الخيل، فلما ساروا بعض المسافة انشعب الطريق طريقين، يمينهما رحب ممهد ويسارهما ضيق يؤدي إلى أرض جومبل، فأخذ سمبا طريق اليسار، فلما سار هنيهة وقف العبيد وقالوا: «هذه حرب جنونية فلنتركها ولنعد».
ثم تفرقوا وعادوا من حيث أتوا، وبعد مدة وقف المنشدون والنعالون وقالوا: «حسبنا سيرا؛ فإن أرض جومبل تقع وراء هذه الأكمة».
فلم يبق معه سوى المقاتلين وهؤلاء ساروا قليلا ثم وقفوا أيضا، فسار سمبا بمفرده حتى أوطأ جواده أرض جومبل وكان يشتغل فيها سبعمئة من أولاده وعبيده، وكان جومبل نفسه راقدا في ظل شجرة على شاطئ جدول، فسار إليه سمبا وكأنه لا يراه ونظر إليه جومبل وهو لا يكاد ينطق من الدهشة، ثم صاح فيه قائلا. «أيها الفتى العجيب، هل أنت غريب عن هذه البلاد؟».
فقال سمبا: «أجل أنا غريب».
فقال جومبل. «وكيف ذلك؟ ألم يخبرك أحد من شيوخ بلادك عما يحصل لمن يطأ أرضي؟ ألا فاعلم أني قتلت جميع من مست نعال خيولهم أرضي. قبضت عليهم وقطعت رءوسهم وعلقتها في تلك الأشجار التي أمامك، فاعلم بمكانك الآن»
فقال سمبا: «أراني قد بلغت المكان الذي أردته، فأنا في طلب جومبل».
فقال جومبل. «هأنذا، قل ما تريده فإنك فتى جميل لك ملامح حسنة، ولكن انزل عن جوادك وأخرجه من أرضي أولا ثم اجمع التراب الذي داس عليه وذره في الرياح خارج أرضي، وأنا أطلب إليك هذا قبل أن نصير صديقين».
فقال سمبا: «إنك لم تفهم غرضي، دعك من كل هذا، إني إنما جئت لكي أقتلك أيها الوغد».
ناپیژندل شوی مخ