کیسې د غرب مشهور لیکوالانو څخه
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
ژانرونه
وبالطبع لم يف بوعده، فوعود الرجال الغرامية للنساء كوعودهم لتاجر الأقمشة الذي يشترون منه بالدفع؛ فهي ترضي الاثنين في حين أنها لا تكلفهم شيئا!
لم يتغير شيء في «الرستوران بلان»، حتى الزهور الصناعية التي كانت فوق رأس السيدة التي تستلم النقود كانت هي بعينها، يعلوها بعض التراب فقط، وكان هناك عدد قليل من الزبائن مبعثرين هنا وهناك على الموائد؛ ولذلك لم يجد صعوبة في أن يختص لنفسه في القاعة الطويلة نفس المائدة التي كان يجلس عليها هو ومرجوت، يشرب كل منهما نخب الآخر من زجاجة من النبيذ الأحمر الرخيص الثمن.
حسنا، أما الليلة فله أن يتناول طعام العشاء من أحسن ما يمكن أن يقدمه المطعم من الأصناف، ويمكنه أن يشرب ذكرى مرجوت من شراب غالي الثمن. ولما كان من غير الصواب أن يتناول الطعام منفردا فإنه إذا دخلت المطعم فتاة أجمل من تلك التي تشير إليه بعينيها وتبتسم له بغير انقطاع من المائدة الأخرى، فهو لن يغفل أن يدعوها لتناول الطعام معه، فباريز مدينة لحظات لا مدينة آداب! وهنا انفتح الباب الزجاجي في آخر المطعم، ودخلت وقد هبت على أثرها نسمة من الهواء البارد ارتعد بتأثيرها الذين كانوا جالسين على مقربة من الباب.
هي أيضا لم تتغير، حدق فيها بعينيه، وقد ارتسمت عليهما آثار الدهشة، حدق في كل جزء منها وهي سائرة في القاعة مقبلة نحوه، وجهها الأبيض، فمها الصغير القليل الاحمرار ...
وكانت تلبس رداء طويلا يخفي كل جسمها، عشرة أعوام مرت لم تتغير في إبانها أقل تغيير، بينما هو قد أصبح أبيض الشعر! لقد كان الأمر غريبا حقا، لقد كان حلما أو شيئا آخر بلا ريب، وكان لا يزال يحدق في الفضاء كالحمقى حين وصلت هي وجلست أمامه، ولم يظهر على وجهها أي أثر للدهشة حين قابلت عيناها عينيه، وقالت: ها قد أتيت أخيرا!
ووصل إليه صوتها كأنه أنات، وامتدت يداه إليها: أي مرجوت صغيري! إنك أجمل من أي شيء آخر، أعني أنك لم تكبري يوما واحدا، أما أنا فقد أصبحت كهلا ...
وامتدت يده إلى رأسه، وأزاحت هي الرداء عن ظهرها كما تتحرك السحابة وقالت: لقد كنت أوالي الحضور إلى هنا كل عام، وقد طالت مدة غيابك.
وظهرت أمامه وهي في ردائها الأحمر - وربما كان ذلك من أثر كهولته - كالزهرة، واعتذر هو قائلا: «إن الحياة مختلفة هناك في إنجلترا، لقد كان كاهلي مثقلا بالواجبات يا مرجوت؛ فلم يكن الحضور من السهل علي، ولكني مسرور لأني رأيتك أخيرا، هل تعلمين ...؟
وكانت الخمر قد أذكت من دمه: «إنه كان على أمل رؤيتك أن حضرت إلى باريز، وعلى أمل رؤيتك حضرت إلى هنا الليلة ...» - بعد عشر سنوات؟!
وكان لصوتها رنة غريبة مثل صوت البرق ...
ناپیژندل شوی مخ