کیسې د غرب مشهور لیکوالانو څخه
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
ژانرونه
جنيس! أولى بك أن تتركيني بسكون، وفي المصرف أجرة رجوعك إلى نيويورك وفوقها مائتا جنيه.» وقد أصغت جنيس إلى حديثه ولهجة الاستهزاء التي كان يتحدث بها، وقد برزت أسنانها وضغطت على شفتيها من الغيظ، وتهورت هي أيضا ثم قالت: «إنك لم تسأم مني بعد! إنه شخص آخر قد ملك عليك حواسك، إنها امرأة أخرى.» فهز كتفيه وقال: «لقد ذكرت الصدق، إنك مصيبة، هي امرأة أخرى.»
فصاحت جنيس: «سأجد هذه المرأة وسأحذرها، سأذكر لها أن فتنتك لا تدوم إلا ليلة واحدة، سأحذرها أن لا تثبت آمالها ومشاريعها.»
ابتسم رالف ابتسامة ألم وقال: «إنها لا تحتاج إلى رسالتك، إنها تعرف عني أكثر منك ...! إذا لم يكن قد قدر لي أن أتشاجر معها، وإذا لم أكن حزينا وقت أن رأيتك للمرة الأولى فإني أشك يا جنيس إذا كنت لاحظت شيئا من جمالك.»
وقد تأثرت جنيس من لهجة الهزء التي كان يتحدث بها، واشتعلت نيران الغضب في قلبها، وقد شعرت بالإهانة حينما عرفت أنها لم تكن إلا ألعوبة لمدة قصيرة، وأنه لم يمكث معها إلا تسلية لنفسه ريثما يزول الغضب الذي كان يشعر به نحو المرأة التي يحبها حقيقة؛ فصاحت به وصوتها يرتجف: «ستدفع الثمن غاليا! سأعرف هذه المرأة، وسيكون لي شأن معها، سأتسبب في ضررها بأي طريق ... سأفعل.»
فرد رالف: «يجب أن تعرفي من هي أولا، وعلى كل حال فلن يزعجها ما ستذكرين لها، فهي تعلم أني لست من الأنبياء.» وقد دلها هز كتفيه على مقدار ما يعلقه من الأهمية على تهديدها بالانتقام، وشعرت أنها قد ضاقت ذرعا بغضبها هذا، وبدأت عاطفة الشر والجريمة تتحرك في داخلها، ولكنها سكتت مؤقتا، وقد عرفت أنها قد غلبت على أمرها، وأنها لا يمكنها أن ترد على لسانه الحاد، ذلك الذي كان حبيبها من وقت قصير، وحتى بعد أن هدأ غضبها الحاد، بقي الشعور بوجوب الانتقام، وشعور بوجوب الأذى، أذى لهذه المرأة التي أخذت منها رالف، والتي عرفت أنها تقف حائلا بينهما.
وأخذ رالف قبعته من فوق المائدة ووضعها على رأسه، وكان مظهره واعتناؤه بملابسه ووجهه الجميل دلائل على أنه كان أصغر من سنه الحقيقي. لقد كانت تشعر بالفخر في أوائل أيامها عندما كان في صحبتها.
وقبل أن يخرج من الغرفة التفت نحوها وقد انبسطت أسارير وجهه وابتسم، فقد خشي عاقبة غضبها، ولكنه عاد فقطب جبينه عندما رأى أنها تجاهلت يده التي مدها إليها ليصافحها، وقال بخشونة: «إني آسف لأنه لا يمكنك أن تكوني مسامحة حتى نحو أصدقائك!» وخرج غاضبا بعد أن أغلق الباب بشدة.
سارت جنيس إلى الشباك، ووقفت بلا حراك تتبعه بنظراتها، ثم انفرجت شفتاها عن ابتسامة حزن وألم، لم تفكر في البكاء؛ فهي لم تدعي يوما ما أنها كانت تحبه، وقد ائتمرت حسب إرادته وأتت إلى الجنوب كما طلب منها، بعد أن حذرتها الفتيات الأخريات، وطلبن منها أن تبتعد عن رالف كنج؛ فكل مرتاد لبرودواي يعرف الشيء الكثير عن تقلبه وخلقه، أما جنيس فقد ضحكت منهن ومن حديثهن، واستولى عليها شعور أنها ستكون هي التي يمكنها أن تملك رالف إلى الأبد، ولكنها فشلت في محاولتها، وسقطت كالأخريات اللاتي لا عدد لهن، وألقى بها بعيدا كلعبة صغيرة رماها الطفل الذي كان يلعب بها بعد أن سئم منها، ولم تنجح إلا المرأة الأخرى، المرأة التي امتلكته من قبل، والتي سيرجع إليها الآن، هذه هي الفائزة رغم سقوط جنيس والأخريات.
وكانت كل دقيقة تمضي الآن تزيد في كراهية جنيس لتلك المرأة، وتناوبتها رغبات مختلفة؛ أن تشد شعر هذه المرأة وتخدش وجهها وتشوه جمالها، وأن تؤذيها بكل وسائل الأذى.
نظرت جنيس إلى المياه الزرقاء التي كانت تمتد أمام ناظرها، لم تكن ترغب أن تترك المكان، فقد كانت مستريحة فيه، شعرت بارتياح وهي ترى أغصان النخيل وهي تهتز والأزهار وهي متفتحة الأكمام، وترى جمال الطبيعة ممثلا حولها، ولكنها الآن مضطرة أن تقفل راجعة إلى نيويورك بسبب هذه المرأة المجهولة المكروهة، وليس هناك إلا مبلغ صغير من المال مودع باسمها في المصرف، وفي نيويورك يجب أن تبحث عن عمل جديد قبل أن ينفد المال كله من يدها، وعندما بدأت الشمس في الغروب وصبغت البقعة بلون أحمر، لم تكن حرارتها لتوازي حرارة نيران الحقد التي كانت تلتهب في قلب الفتاة التي هزأ منها رالف كنج.
ناپیژندل شوی مخ