بالسافي الأبيض والأسود والأصفر، فإنه رميم قوم عاد (1).
87 - وعن ابن بابويه، حدثنا محمد بن هارون حدثنا معاذ بن المثنى العنبري، حدثنا عبد الله بن أسماء (2)، حدثنا جويرية، عن سفيان بن منصور، * عن أبي وائل، عن وهب قال: لما تم لهود عليه السلام أربعون سنه أوحى الله إليه ان ائت قومك، فادعهم إلى عبادتي و توحيدي، فان أجابوك زدتهم قوه وأموالا، فبينا هم مجتمعون إذ اتاهم هود، فقال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره، فقالوا: يا هود لقد كنت عندنا ثقة أمينا قال فانى رسول الله إليكم دعوا عباده الأصنام فلما سمعوا ذلك منه بطشوا به وخنقوه وتركوه كالميت، فبقى يومه وليلته مغشيا عليه، فلما أفاق قال: يا رب إني قد عملت وقد ترى ما فعل بي قومي.
فجاء جبرئيل عليه السلام فقال: يا هود ان الله تعالى يأمرك ان لا تفتر عن دعائهم، وقد وعدك ان يلقى في قلوبهم الرعب، فلا يقدرون على ضربك بعدها فأتاهم هود، فقال لهم قد تجبرتم في الأرض وأكثرتم الفساد، فقالوا: يا هود اترك هذا القول، فانا ان بطشنا بك الثانية نسيت الأولى فقال: دعوا هذا وارجعوا إلى الله وتوبوا إليه فلما رأى القوم ما لبسهم من الرعب علموا انهم لا يقدرون على ضربه الثانية، فاجتمعوا بقوتهم فصاح بهم هود عليه السلام صيحة فسقطوا لوجوههم.
ثم قال: يا قوم قد تماديتم في الكفر، كما تمادى قوم نوح عليه السلام، وخليق ان ادعو عليكم كما دعا نوح على قومه فقالوا: يا هود ان آلهة قوم نوح كانوا ضعفاء وان آلهتنا أقوياء، وقد رأيت شده أجسامنا (3) وكان طول الرجل منهم مائه وعشرين ذراعا وعرضه ستون ذراعا، وكان أحدهم يضرب الجبل الصغير فيقطعه، فمكث على هذا يدعوهم سبعمائة و ستين سنه فلما أراد الله تعالى هلاكهم حقف الأحقاف حتى صارت أعظم من الجبال، فقال لهم هود: يا قوم الا ترون إلى هذه الرمال كيف تحقفت (4) إني أخاف ان تكون مأمورة،
مخ ۹۶