250

په عقیدو کتابونو کې لوستل

قراءة في كتب العقائد

فكيف لا يخرج الطالب بعد هذا كله متبعا لأقوال أئمة مذهبه متجانفا عن غيرهم؟

ومما تعلمناه 00 أن من كتب في العقيدة وهو يظن أنه سيأتي بجديد فإنه لن يأتي إلا بالبدعة ومن كتب في مسائل الاعتقاد بتجرد فإنه إنما يتجرد من عقيدته ليصبح شخصا لا عقيدة له!!

2- أما الأشاعرة: فإن ابن الباقلاني لما وضع قاعدته في أن "إبطال الدليل إبطال للمدلول" قطع بذلك الطريق إلى نقد هذه الأدلة وتمحيصها وهذا عين الإلزام بالتقليد ولم يتدارك الأشاعرة هذا الأمر إلا بعد فترة من الزمن.

والتقليد في العقيدة إن كان ظاهرا عند أهل السنة والحديث فإنه مستتر عند الأشاعرة والمعتزلة والسبب هو أن هاتين الفرقتين تحرمان (التقليد في العقيدة) وتوجبان (النظر) والبحث وهذا أمر جيد ومطلب حميد ولكنهم وللأسف لم يلتزموا بهذا لا سيما المتأخرون منهم الذين يزعمون (أو يزعم أتباعم) أنهم من كبار العلماء المجتهدين وهم من المقلدين قال ابن الوزير: "ومن أعجب العجائب دعوى المقلدين للمعارف ودعوى المتعصبين للإنصاف وأمارة ذلك أنك تجد العوالم الكثيرة في لطائف المعارف المختلف فيها على رأي رجل واحد من القدماء، في الأمصار العديدة والأعصار المديدة فلو كانوا في ترك التقليد كالأوائل لاشتد اختلافهم في الدقائق ولم يتفقوا -على كثرتهم وطول أزمانهم وتباعد بلدانهم واختلاف فطنهم- كما قضت بذلك العوائد العقلية الدائمة"0

وهذا حق فإنك تجد المتكلمين متفقين على القول ببعض دقائق المحارات بل المحالات دون اختلاف فهؤلاء الشاعرة مثلا يقولون كلهم بالكسب (الذي غالبهم لا يعرف حقيقته) ونفي الحكمة والتعليل عن أفعال الله ونفي التحسين والتقبيح العقليين00 إلى غير ذلك.

مخ ۲۵۶