246

په عقیدو کتابونو کې لوستل

قراءة في كتب العقائد

عقيدة الله 00 أم عقيدة المذهب؟!

بقلم/ سعود بن عبد الرحمن النجدي

ظهرت الفرق الإسلامية (أو غالبها) في أواخر عصر الخلافة الراشدة وفي عصر بني أمية ثم في عصر بني العباس استقرت أصول هذه المذاهب وظهر التمايز الواضح بين هذه الفرق فبدأت كل فرقة تدعي أنها وحدها (الفرقة الناجية)!! وما سواها فهالك وفي النار وفي سبيل سعي هذه الفرق إلى ترسيخ وجودها خاضت كل فرقة حروبا شرسة مع الفرق المخالفة لها واستعملت (في بعض الأحيان) أسلحة غير أخلاقية ولا نزيهة مثل تشويه الخصم ورميه بالتهم والأقوال المستبشعة ومحاولة اضطهاده والتضييق عليه ولو بالاستعانة بالسلطة.

فمثلا (أهل السنة) كانوا يصدرون فتاوى بقتل المناوئين لهم في الفكر كما فعلوا بغيلان والجعد والجهم (مع ملاحظة أن هؤلاء كانوا من المعارضين للسلطة في زمانهم) ومن فتاوى أهل السنة: الفتوى المشهورة للإمام مالك بن أنس أن المبتدع الداعية يقتل وأهل السنة (يرون) الصلاة خلف الولاة من أهل الظلم والفجور والفسق والابتداع و(لا يرون) الصلاة خلف (أهل الأهواء) من غير الولاة وإن كانوا مكن اتقى الناس!

أما المعتزلة فمع ادعائهم التسامح واحترام العقل فإنهم لا يتوانون إذا وجدوا الفرصة في اضطهاد خصومهم كما حصل في محنة خلق القرآن أو قصة المنصور عبد الله بن حمزة مع المطرفية (في اليمن) وهذا تحت شعار (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الذي هو الأصل الخامس من أصولهم.

وهذا الواقع جعل العلماء المنتمين إلى هذه الفرقة أو تلك يخشون مخالفة المذهب الذي ورثوه عن آبائهم ومشايخهم واقتصر بحثهم على تأييد قواعد مذهبهم (الفرقة الناجية) عوضا عن البحث عن الحقيقة مما قاد إلى جمود في الفكر العقدي وظهور أدواء عدة.

مخ ۲۵۲