په عقیدو کتابونو کې لوستل

حسن فرحان المالکي d. 1450 AH
179

په عقیدو کتابونو کې لوستل

قراءة في كتب العقائد

ومن أبرز أمثلة الغلو عند الحنابلة غلوهم في الإمام أحمد نفسه، فقد رووا فيه من الآثار والأعاجيب ما يشبه غلو الشيعة في جعفر الصادق رضي الله عنهما ومن ذلك قول الحنابلة في أحمد: (من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر)، ونسبوا ذلك للشافعي ولا يصح، وزعموا أن الإمام أحمد به يعرف المسلم من الزنديق، وأن الخضر أثنى عليه وكذلك النبي موسى عليه السلام، وأن نظرة من أحمد خير من عبادة سنة، وأن الله عز وجل يزوره في قبره كل عام!!!!!، وأن قبره من ضمن أربعة قبور يدفعون عن بغداد جميع البلايا!!!، وأن التبرك بقبر أحمد مشروع، وأنهم كانوا يضعون قلم أحمد في النخلة التي لا تحمل فتحمل من بركته، وأنه غضب على منكر ونكير لما سأله في القبر وقال لهما: لمثلي يقال: من ربك؟!! فاعتذرا له!!، وأن الجن نعت أحمد قبل موته بأربعين صباحا! وكأنها تعلم الغيب!، وأنه رؤي في المنام يبايع الله عز وجل، وأن الله يباهي به الملائكة، وأن أحد الحنابلة سأل في المنام عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فأجابه المسئول: بأنهما قد زارا رب العالمين ووضعت لهما الموائد!!!!!، وأن أحد الحنابلة رأى الله في المنام فقال له الله: من خالف أحمد بن حنبل عذب، وأن الله أمر أهل السموات وجميع الشهداء أن يحضروا جنازة أحمد، وأن أهل السموات من السماء السابعة إلى السماء الدنيا اشتغلوا بعقد الألوية لاستقبال أحمد بن حنبل!!!، وأن زبيدة (صاحبة العين) رآها أحدهم في الجنة وسألها عن أحمد فأخبرته أنه فارقها وهو يطير في درة بيضاء يريد زيارة الله عز وجل!!!، وأن من كانت به ضائقة وزار قبر أحمد يوم الأربعاء ودعا رزقه الله السعة، وأن كل من دفن في المقبرة التي دفن فيها أحمد بن حنبل مغفور له ببركة أحمد بن حنبل، وأن الله ينظر سبعين ألف نظرة في تربة أحمد بن حنبل ويغفر لمن يزوره، بل بالغ بعضهم وزعم أن الله نفسه يزور أحمد بن حنبل في قبره كل عام كما تقدم.

أقول: فبالله عليكم لماذا نسكت عن هذا الغلو وننشغل بنقد غلو الآخرين في أئمتهم ونشنع عليهم ونبدعهم وقد نكفرهم لقولهم بنحو هذا الغلو أو قريب منه ونحكم عليهم بأنهم مخرفون، وهذا لا يعني تبرير أو تسويغ غلو الآخرين لكننا بحاجة للتواضع وأن ننقد أنفسنا أولا، ونعترف أنه ما من عيب نعيب به الآخرين إلا وهو فينا، هذا على سبيل الإجمال، بل لب خلافنا اليوم مع غلاة الصوفية هو نحو هذا الغلو.

المثال الثاني:

ولعل أكبر مثال على هذا ذمنا للقائلين بوحدة الوجود -وهذا الذم جيد- لكننا نجد مثل ابن القيم رحمه الله يعتذر عن أحد الحنابلة عندما يقول بوحدة الوجود وهو الشيخ أبو إسماعيل الهروي وهو من متعصبة الحنابلة الذين اشتهر عنهم التجسيم والتعصب وهو القائل:

أنا حنبلي ما حييت وإن أمت فوصيتي للناس أن يتحنبلوا

وليته قال: أنا مسلم ما حييت وإن أمت فوصيتي للناس أن يكونوا مسلمين، كما قال تعالى: (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) .

ومثلما حاول ابن القيم الاعتذار عن الهروي ولم ننكر عليه فلماذا ننكر على الآخرين؟! إنها ازدواجية الرؤية والمنهج (راجع مقال النقيدان في الملحق).

ومن الأمثلة المشهورة تفضيل البربهاري الحنبلي لأحد الحنابلة -واسمه أبو الحسن بن بشار- على أويس القرني!! (راجع ترجمة أبي الحسن علي بن محمد بن بشار في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى).

وقول النوراني: (لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أزول عن مذهب أحمد بن حنبل!!).

مخ ۱۸۵