په عقیدو کتابونو کې لوستل
قراءة في كتب العقائد
ژانرونه
فإنه (مع هذا) يقال لهم: فلم لم يسكتوا عن ذلك ولم يتكلم فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا قال: (كفروا قائله)؟ وإن قالوا: لا بد للعلماء من الكلام في الحادثة ليعلم الجاهل حكمها، قيل لهم: هذا الذي أردناه منكم0 فلم منعتم الكلام؟ فأنتم إن شئتم تكلمتم، حتى إذا انقطعتم قلتم نهينا عن الكلام!!، وإن شئتم قلدتم من كان قبلكم بلا حجة ولا بيان وهذه شهوة وتحكم.
أقول: فهذا مثال واحد اختصرته من رسالة أبي الحسن الأشعري في (استحسان الخوض في علم الكلام) التي نشرها الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه (مذاهب الإسلاميين) وأنتم ترون أن عدم فهم حجة الطرف الآخر والظن بأنه لا يعتمد على دليل من الأسباب الرئيسة في انتقاصنا للآخرين والنظر إليهم بعين الازدراء وكأنهم مجموعة من العوام الذين يعكفون على التقليد ويعتمدون على أذواقهم وعقولهم القاصرة000الخ.
ولو تواضعنا وطلبنا من الآخر أن يبين حجته بالبراهين لندرسها ونراجعها لكان أفضل مما نحن عليه من نفي الآخر والتعالي عليه ولعلنا أجهل منه وأبعد عن الحق.
الدليل الذي يقصده الأشعري هو قوله تعالى في سورة الأنعام (76-77): (قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهديني ربي لأكونن من القوم الضالين).
أي حسب قولكم وحجتكم.
انظر هذه الإلزمات القوية التي لم يفهمهما الذين يشنعون على أبي الحسن الأشعري وأصحابه الأشاعرة فإنه يتبين هنا أن لهم وجهة نظر أخرى ولهم أدلتهم وفهمهم لكنهم يخطئون إذا أرادوا إلزام الناس بما يرون.
انظر مذاهب الإسلاميين - عبد الرحمن بدوي -الطبعة الأولى 1996م- دار العلم للملايين- ص15-25.
مخ ۱۷۶