يجب على علماء المسلمين قاطبة أن يفرقوا بين النقد الذي يراد به تبرئة الإسلام من أخطاء البشر والنقد الذي يراد به فصل دين الإسلام عن العلم والأخلاق والتشريع ؛ وإذا لم نفرق بين هذا وهذا فهي مأساة سيكون لها أبلغ الأثر على الشباب والناشئة في المستقبل القريب خصوصا مع توفر المعلومة عبر الإنترنت وغيره من وسائل الإعلام والتثقيف ، فلابد أن نكسب ثقة الشباب وتتسع صدورنا لتساؤلاتهم دون خشيتهم من إساءة فهم أو أن يستعدوا عليهم حكومة أو يحاكموهم غيابا وهم موجودون دون نظر في أقوالهم ودون وزن لهذه الأقوال بالميزان العلمي المنصف الهادئ البعيد عن المبالغة في الأمور وتحميلها أكبر من حجمها الطبيعي0
كما أنه من الخطأ التضييق على الباحثين المسلمين لأمور اجتهادية كلها داخل دائرة الكتاب والسنة حتى وإن صاحبها بعض الأخطاء، فمن بحث وألف فلا بد أن يخطئ وإذا ضاقت صدور بعض العلماء أو طلاب العلم الشرعي بأبحاث إخوانهم المتفقين معهم في الهدف والمنهج فكيف تتسع صدورهم للحوار مع باحثين آخرين يختلفون معهم في المنهج أو الهدف علما بأن هؤلاء الباحثين الآخرين - الذين لا يتفقون معنا لا في المنهج ولا في الأهداف - لا يمكن منعهم من البحث ولا استئصالهم ولا نفيهم ولو حدث مثل هذا لكان الضرر أكثر تحققا من نواح كثيرة لا تخفى على حريص على سمعة دينه ووطنه.
مخ ۱۲