199

قلادت نار

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

خپرندوی

دار المنهاج

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

جدة

ژانرونه

﴿لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ﴾ (١)، فكان ﷺ بعد ذلك ينهى عن المثلة (٢)، ويوصي من يبعث من السرايا ألاّ يمثلوا. ولما انصرفت قريش وعلم الله سبحانه ما في قلوب أصحاب رسول الله ﷺ من تراكم الغموم والهموم مما أصابهم وخوف كرة العدو عليهم .. تفضل عليهم بالنعاس؛ أمنة منه ﷾ للمؤمنين منهم وهم أهل اليقين، ولم يغش أحدا من المنافقين، كما قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاسًا يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ الآية. قال أبو طلحة ﵁: غشينا النعاس ونحن في مصافنا، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه (٣). وقال ﵁: رفعت رأسي فجعلت ما أرى أحدا .. إلا وهو يميل تحت حجفته (٤). وقال الزبير ﵁: والله؛ إني لأسمع قول معتّب بن قشير والنعاس يتغشّاني ما أسمعه إلا كالحلم يقول: لو كان لنا من الأمر شيء .. ما قتلنا ههنا (٥). وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص، أكرم الله فيه من أكرم بالشهادة، وممن أبلى يومئذ وعظم نفعه: طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص ﵃. وكان ذلك يوم السبت للنصف من شوال، وقيل: السابع منه. وفي هذه السنة: غزا ﷺ حمراء الأسد، وذلك: أن قريشا لما انصرفوا من أحد وبلغوا الروحاء .. هموا بالرجوع؛ لاستئصال من بقي من أصحاب رسول الله ﷺ بزعمهم، فلما علم بهم النبي ﷺ .. ندب أصحابه للخروج موريا من نفسه القوة، وقال: «لا يخرجن معنا إلا من حضر يومنا

(١) أخرجه الحاكم (٣/ ١٩٧)، والطبراني في «الكبير» (٣/ ١٤٣)، والبيهقي في «الشعب» (٩٧٠٣)، وغيرهم. (٢) أخرجه البخاري (٢٤٧٤)، وابن حبان (٥٦١٦)، والترمذي (١٤٠٨)، وغيرهم. (٣) أخرجه البخاري (٤٥٦٢)، وابن حبان (٧١٨٠)، والترمذي (٣٠٠٨)، وأحمد (٤/ ٢٩). (٤) أخرجه الحاكم (٢/ ٢٩٧)، والترمذي (٣٠٠٧)، والنسائي في «الكبرى» (١١١٣٤)، وأبو يعلى (١٤٢٢)، وغيرهم، والحجفة: الترس من الجلد. (٥) أخرجه الضياء المقدسي في «المختارة» (٨٦٤).

1 / 208