قلادت نار
قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر
خپرندوی
دار المنهاج
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م
د خپرونکي ځای
جدة
ژانرونه
للصلاة، فتآمروا أن يتخذوا ناقوسا أو قرنا أو بوقا أو نارا فكرهوا ذلك؛ لما فيه من موافقة اليهود والنصارى والمجوس، فقال عمر ﵁: أولا تبعثون رجلا ينادي، فقال رسول الله ﷺ: «يا بلال؛ قم فناد بالصلاة» (١).
وظاهر هذا أنه مجرد إعلام ليس على صفة الأذان المشروع، ثم رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه في منامه واحدا معه ناقوسا، فقال له: ألا تبيع هذا، فقال: وما تريد به؟ ! قال:
الإعلام بالصلاة، فقال: أولا أدلّك على خير من ذلك؟ إذا أردت الإعلام بدخول وقت الصلاة .. فقل: الله أكبر، الله أكبر ... إلى آخر الأذان المعروف، ثم قال له: وإذا أردت القيام .. فقل: الله أكبر، الله أكبر ... الإقامة إلى آخرها.
فأخبر عبد الله بن زيد النبي ﷺ بما رأى، فأمره النبي ﷺ أن يلقيه على بلال؛ لأنه أندى منه صوتا-أي: أرفع، وقيل: أحسن-فلما سمع عمر ﵁ أذان بلال .. خرج يجر ثوبه، قال: والذي بعثك بالحق نبيا؛ لقد رأيت مثل الذي رأى، فقال ﷺ: «إنها لرؤيا حق» (٢).
قال النووي رحمه الله تعالى: (ولا خلاف أن هذا ليس عملا بمجرد المنام، بل شرعه النبي ﷺ إما بوحي وإما باجتهاده على مذهب الجمهور في جواز الاجتهاد له ﷺ (٣).
وفيها: أسلم عبد الله بن سلام الإسرائيلي وسلمان الفارسي، ومات من رؤساء الأنصار: أسعد بن زرارة والبراء بن معرور نقيبان، وكلثوم بن الهدم، ومن صناديد المشركين: العاصي بن وائل، والوليد بن المغيرة.
***
وفي السنة الثانية من الهجرة
: في شعبان، وقيل: رجب على رأس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر: حوّلت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، وكان ﷺ زار امرأة من بني سلمة، يقال لها: أم بشر، فصنعت لهم طعاما، فحانت صلاة الظهر، فصلى بهم ﷺ، فأنزل عليه وهو راكع في الثانية قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها﴾ الآية، فاستدار ﷺ واستدارت الصفوف
(١) أخرجه البخاري (٦٠٤)، ومسلم (٣٧٧). (٢) أخرجه ابن خزيمة (٣٧١)، وابن حبان (١٦٧٩)، وأبو داود (٥٠٠)، والترمذي (١٨٩)، وأحمد (٤/ ٤٣). (٣) «شرح مسلم» (٤/ ٧٦).
1 / 192