قول مفید
القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد
پوهندوی
عبد الرحمن عبد الخالق
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٣٩٦
د خپرونکي ځای
الكويت
غير مُسْتَند إِلَى كتاب الله وَسنة رَسُوله ﷺ بل بِشَيْء لَا تَدْرِي أَحَق هُوَ أم بَاطِل باعترافك على نَفسك بأنك كَذَلِك فَمَاذَا يكون جوابك بَين يَدي الله فَإِن الله إِنَّمَا أَمر حكام الْعباد أَن يحكموا بَينهم بِمَا أنزل الله وَأَنت لَا تعرف مَا أنزل الله على الْوَجْه الَّذِي يُرَاد بِهِ وَأمرهمْ أَن يحكموا بِالْحَقِّ وَأَنت لَا تَدْرِي الْحق وَإِنَّمَا سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته وَأمرهمْ أَن يحكموا بَينهم الْعدْل وَأَنت لَا تَدْرِي الْعدْل من الْجور لِأَن الْعدْل هُوَ مَا وَافق مَا شَرعه الله والجور مَا خَالفه فَهَذِهِ الْأَوَامِر لم تتَنَاوَل مثلك بل الْمَأْمُور بهَا غَيْرك فَكيف قُمْت بِشَيْء لم تُؤمر بِهِ وَلَا ندبت إِلَيْهِ وَكَيف أقدمت على أصُول فِي الحكم بِغَيْر مَا أنزل الله حَتَّى تكون مِمَّن قَالَ فِيهِ ﴿وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الظَّالِمُونَ﴾ ﴿وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الْفَاسِقُونَ﴾ وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الْكَافِرُونَ فَهَذِهِ الْآيَات الْكَرِيمَة متناولة لكل من لم يحكم بِمَا انْزِلْ الله فَإنَّك لَا تَدعِي أَنَّك حكمت بِمَا أنزل الله بل تقر بأنك حكمت بقول الْعَالم الْفُلَانِيّ وَلَا تَدْرِي هَل ذَلِك الحكم الَّذِي حكم بِهِ هَل هُوَ من مَحْض رَأْيه أم من الْمسَائِل الَّتِي اسْتدلَّ عَلَيْهَا بِالدَّلِيلِ ثمَّ لَا تَدْرِي أهوَ أصَاب فِي الِاسْتِدْلَال أم أَخطَأ وَهل أَخذ بِالدَّلِيلِ الْقوي أم الضَّعِيف فَانْظُر يَا مِسْكين مَا صنعت بِنَفْسِك فَإنَّك لم يكن جهلك مَقْصُورا عَلَيْك بل جهلت على عباد الله فأرقت الدِّمَاء وأقمت الْحُدُود
1 / 98