============================================================
بعيد، وبين المنزلتين تفاوت شديد"(1) وقال الزركشي: ( أما بعد: فإن ضبط الأمور المنتشرة المتعددة في القوانين المتحدة، هو آدعى لحفظها، وأدعى لضبطها، وهي إحدى حكم العدد التي وضع لأجلها، والحكيم إذا أراد التعليم لابد له أن يجمع بين بيانين : اجمالي تتشوق إليه النفس، وتفصيلي تسكن إليه، ولقد بلغني عن الشيخ قطب الدين السنباطي رحمه الله أنه كان يقول: الفقه معرفة النظائر، وهذه قواعد تضبط للفقيه أصول المذهب، وتطلعه من ماخذ الفقه على نهاية المطلب، وتنظم عقده المنثور في سلك، وتستخرج له ما يدخل تحت ملك.."(2).
وقال السبكي : (( حق على طالب التحقيق، ومن يتشوق إلى المقام الأعلى في التصور والتصديق، أن يحكم قواعد الأحكام ليرجع إليها عند الغموض، وينهض بعبء الاجتهاد آتم نهوض، ثم يؤكدها بالاستكثار من حفظ الفروع ؛ لترسخ في الذهن مثمرة عليه بفوائد غير مقطوع فضلها ولا منوع أما استخراج القوى، وبذل المجهود في الاقتصار على حفظ الفروع من غير معرفة أصولها، ونظم الجزئيات بدون فهم مآخذها، فلا يرضاه لنفسه ذو نفس أبية، ولا حامله من أهل العلم بالكلية: قال إمام الحرمين في كتاب المدارك : " الوجه لكل متصد للإقلال (1) الفروق، 3/1.
(2) المنثور في القواعد، 15/1 16.
مخ ۱۱۴