.. ظاهرها الخلاف ، ولكنها ، عند تأملها ، نجدها تعود إلى المعنى الذي . ذكرناه ، ولو بضرب من التأويل ، كقعيدة الرجل أي امرأته ، وامرأة قاعد عن الحيض والأزواج ، والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا ملتفتا في ذلك إلى قعودهن واستقرارهن في بيوت آبائهن أو أوليائهن . ومنه قوله تعالى { والقواعد من النساء اللأتي لا يرجون نكاحا} [النور 60) .
كما أن امرأة الرجل تسمى قعيدة لثبوتها واستقرارها في بيت زوجها .
والقعدد الليئم، لقعوده عن المكارم ، والقعدد هو الأقرب نسبا إلى الأب الأكبر ، فكأنه قاعد معه . ومن ذلك ذو القعدة الشهر الذي كانت العرب تقعد فيه عن الأسفار . وقواعد البيت أساسه ، ومنه قوله تعالى { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) "البقرة 127] ، وقوله تعالى ( فأتى الله بنيانهم من القواعد) [النحل 26].
والقواعد ، أيضا ، جمع قاعد ، وهي المرأة المسنة ، لكونها ذات قعود . وقواعد السحاب أصولها المعترضة في آفاق السماء ، شبهت بقواعد البناء . وقواعد الهودج خشبات أربع معترضات في أسفله . وبوجه عام فإن المعنى اللغوي لهذه المادة هو الاستقرار والثبات وأقرب المعاني إلى المراد في معاني القاعدة هو الأساس ، نظرا لابتناء الأحكام عليها ، كابتناء الجدران على الأساس .
ثانيا تعريف القاعدة في الاصطلاح تمهيد في تاريخ ظهور مصطلح القاعدة واستعماله في العلوم لسنا نعلم متى ظهر أول تعريف للقاعدة ، لصعوبات كثيرة تحيط بهذا الشأن ، منها صعوبة استقراء المؤلفات التى كتبت خلال قرون عديدة ، ولأن
مخ ۱۴